وصف الكتاب:
بن لوري كاتب امريكي يستمد سمعته كواحد من كتاب القصة القصيرة الأكثر طموحًا في الوقت الحاضر، فهو مجدد مبتكر عوالم متاخمة للعالم البشري، لا يمكن لأحد أن يكتب كما يكتب. تبدو القصة عنده نصًا مقدسًا وليست حكاية خرافية، يمتلك القدرة على تحويل ما هو غير ممكن إلى ممكن.. فالتفاح ينمو على أشجار الليمون، السيوف تنقل عبر البريد، الغرباء يهبطون على الأرض ويسألون النعامة، السيدة تجلس جوار الموت في الكنيسة، والحبار الذي يحب الشمس يصنع لنفسه أجنحة ابتغاء الوصول إليها، ثم مركبة تواصل صعودها إلى كوكب يمجد أعماله بعد أن تحرقه الشمس، كما يستيقظ الرجل عند الصباح ليجد أنه فقد قدميه وآخر فقد اسمه. تبهرك الأصالة وأنت تقرأ أول جملة من القصة، ناهيك عما تجده من فكاهة عبثية وخوف وخيال نقي. حدث لصبي ينظف خزانته أن وجد في داخلها وحشًا غاية في الصغر منكمشًا على نفسه. مرة كان هناك طائر الدودو الذي انقرض مع نوعه عاد فجأة وهو يصرخ.. أنتم أيها الملأ انظروا، أنا الدودو، لكنهم قالوا، أنت أيها الطير، لست إلا دجاجة. وهكذا تبدأ القصص مليئة بالحركة، إضافة إلى أنها خالية من الوصف المسهب، تأخذك كما المصعد إلى عالم مجهول بما فيه من إيقاع يظهر في طول الحكاية وجمال اللغة والنهاية المفتوحة. الكاتب بن لوري ولد عام 1971، بمدينة دوفر نيوجيرسي. يعيش اليوم في لوس أنجلوس – كاليفونيا. يمارس كتابة ضروب الأدب، كالحكاية، والحكاية العلمية، وقصص الدعابة والرعب والخيال. تأثر بكتابات بعض الكُتاب مثل إيسوب، وفرانز كافكا، ودهاوس، وريجارد برونكان، وفليب .ك .دك. المؤلفات ينشر قصصه الحكائية في نيويوركر ومواقع أُخرى.. ظهرت مجموعته القصصية الأولى (حكايات الليل والنهار) مع ملحق التلفاز ضمن طبعة بنجوين عام 2011. له كتب أخرى هي: لاعب البيسبول وفرس البحر. أصدر مجموعة قصص المترجمة في كتابنا هذا، تحت عنوان (السقوط والارتقاء) عام2017. تضم المجموعة قصص: (طائر الدودو- سيف ورصاصة- جيمس. ك. بولك- افتقاد- سائقة الإسعاف- العباءة- الضفدع الصغير- بيكاسو- الوحش- مترو الأنفاق- لانا أونين- الجدار- حرب وسلام- الحبار الذي أحب الشمس- التلسكوب- نحو الهاوية- آكل الصخر- في آخر المطاف- الرجل والمطعم وبرج إيفل- شقوق في الأرصفة- الموت والسيدة- العناكب- الكائن البطيء- النعامة والغريبان- المجنون- الدلفين- التنين- الشمعدان- السقوط- فرناندو- جوار البحر- زومبيز- الغوريلا- رائد الفضاء- الجزيرة- الكاتب- المرأة ، الرسالة ، المرآة ، والباب- أجنحة- شجرة الليمون- +ألمور ليونارد). قصة (السقوط) «تهوي المرأة إلى الأسفل عند وصول الرجل قمة المنحدر الصخري. يحاول إنقاذها لكن ليس في الوقت المناسب. يغمض عينيه خشية أن يرى جسدها يرتطم بالصخر ثم تطرف عندما يسمع صوت الارتطام. حين ينظر ثانيةً يشاهد بركة دم يسيح. يجد مدرجات ويهبط إلى أسفل المنحدر. هناك يقف عند الجثة، يلامس دمُها حذاءه، يتراجع، يحدق في وجهها الممزق. بيد أنه يجهل هوية تلك المرأة. بعد هنيهة يستدير، يعود إلى الشارع حيث لا عربات ولا مشاة، إضافة إلى أنه لا يعرف موقعه الذي هو فيه لكنه يسير حتى يصل المدينة آخر الأمر. يجد مركز شرطة ويخبر أحد رجاله الحكاية، يقوده الأخير إلى مركز الحدث، لكن يا للغرابة! عندما يصلان أعلى المنحدر وينظران إلى الأسفل لا يريان شيئاً هناك على نحو مطلق . يقول الرجل: لا أفهم، إنها كانت هناك. قصة (طائر الدودو) «مرةً كان هناك طائر الدودو الذي انقرض مع نوعه، عاد فجأةً، شرع يركض قائلاً: أنتم أيها الملأ ، هيا انظروا، أنا الدودو! ها أنني حي أعيش مرة أُخرى! بالطبع لم يصدقه أحد، قالوا. هلكت طيور الدودو منذ زمنٍ. أضافوا: أنت، أيها الطير، لست إلا دجاجة، لذا عليك أن تعمل عمل الدجاج. ساده الارتباك، فقد القدرة على تلمس السلوك السليم. واصل تمسكه بالقول: لكنني دودو! أنا دودو! أنا ..! بيد أن الناس لم يفعلوا شيئاً سوى الضحك. بعدئذٍ تجاهلوه. أخيراً تخلى عن الفكرة قال: ربما سأدعي، لفترة قصيرة وعلى اساس مؤقت، بأنني دجاجة لأرى ما يؤول اليه الأمر. انطلق يدرس معالم الدجاج، مارس مسالك هذا الطير، إكتسب المهارة، تفوق في النقنقة»..