وصف الكتاب:
لماذا سُمى الكتاب بالتحولات؟ أكد الروائي أحمد خلف بأنه اكتشف خلال فترة بحثه عدد من المصطلحات التي تحمل في طياتها الكثير من الدلالات. فالتغير هو التحول والتبدل من ظاهرة إلى أخرى سلبًا أم إيجابًا، على سبيل المثال تحول ابن جلون من الشاطئ المغربي إلى الشاطئ الإسباني وهي نسخة من المدينة الفاضلة التي يهدي إليها المغاربة. وأكد أحمد خلف دائمًا الذي يدفع الثمن في الرواية هو الشخص الثاني، فعندما اصطحب كلكامش أنكيدو للبحث عن عشبة الخلود في غابات الأرز كان الضحية أنكيدو، فدائمًا الشخص الثاني هو الذي يكون الضحية والشخص الأول هو الذي يفوز بالكأس المعلى. مقتطفات من كتاب «تحولات أنكيدو» من مقال بعنوان «القصة القصيرة فن الاستجابة» يقول: «تبرز الحاجة لكتابة القصة القصيرة وتشتد كلما عاش القاص مجموعة من التجارب والأزمات على المستوى الشخصي. ناهيك عما يحيط به من معضلات تمر بالمحيط الخارجي الذي لا يمكن للقاص التخلي عن التفاعل معه…» واستجابتها تستند أساسًا إلى مقدرتها على تطويع خصائصها الأسلوبية للحالة التي تبرز كقضية من قضايا المجتمع أو أزمة تخص المؤلف، فهي لا تتطلب الكثير من الوقت والانتظار، ربما تحتاجه على صعيد تنفيذها هو الطاقة التعبيرية لمؤلفها علاوة على إعطاء المخيلة الفسحة الكافية لتزكية موضوع النص.. ومن مقال «من أين يأتينا الولع بالكتب؟»: «جميل أن نسأل أنفسنا قبل غيرنا : من أين يأتي إلينا هذا التعلق بالكتب؟ ولماذا نحن دون الآخرين ؟ بالطبع يوجد أكثر من رأي يخص هذا الشأن، ولعل من أبرزها التصور المعروف بين الأدباء والمثقفين؛ وهو: انعدام وسائل الترفيه والمتعة والتسلية في طفولتنا ومطلع شبابنا، لأن أغلب المثقفين العرب ينتمون إلى الطبقة الفقيرة أو أبناء شغيلة. وأنا أتفق مع وجهة النظر هذه بدافع من طفولتي الخالية من وسائل الترفيه، نعم، كان الأمر كذلك إلى أن جاءت…»