وصف الكتاب:
تتطرق الرواية بشكل مشوق وجذاب إلى قضايا وهموم واهتمامات مواطني منطقة القرن الإفريقي.. يختزل المؤلف محمود شامي من خلال رواية «9 مارس» شخصيات معينة ومحطات مكانية محددة، بداية من الحي الرابع (كرت كات) في قلب العاصمة الجيبوتية، بؤرة الحدث ومركزه، ويحتضن أعراقًا وأقليات وجنسيات مختلفة. «9 مارس» تتنقل بنا إلى عدة مدن وترحل الرواية من (الحي الرابع) إلى عدة مدن مع عائلة (رحمة) البطلة الرئيسية للرواية، متجهة إلى بلدة إرترية تنحدر منها عائلة رحمة، ثم نعود إلى (تاجورا) في جيبوتي، وهي مدينة تقطن بها سيدة أسرت قلب أحد أبطال روايتنا. نتعرف من خلال روايتنا كذلك على قصة (سلطنة)، إحدى أعرق السلطنات في تاريخ منطقة القرن الإفريقي، وسافرت ثم تنتقل بنا من جديد إلى إحدى مدن الحبشة مع عائلة (أمان) بطل هذه الرواية. ولهذه الرواية أيضًا محطات في محيطها العربي بين العراق والجزائر والسودان، إلى أن تهاجر أخيرًا إلى أوروبا، حيث اختارت بطلة الرواية الاستقرار النهائي في بريطانيا. من أجواء الرواية هذه الحالة المركبة والشعور المختلط خالج (رحمة) وسكن معها، واختارت أن تعيش به ومعه، وحاولت صناعة المستحيل، وخوض الصعاب والتجارب القاسية، كل ذلك كان من أجل من يهمها، وربما أكثر من نفسها حتى. (رحمة) أحبته، كان عشقها جنونيًّا، وحاولت عائلتها إبعادها عن (أمان)، كانت عائلتها ترى أنه لا يناسبها، فهو ينتمي إلى بيئة أخرى ومجتمع آخر.قد يكون ذلك صحيحًا، إلا أن (أمان) لا يعرف شيئًا عن تلك البيئة وعن ذلك المجتمع، ومع ذلك ظلا يطاردانه ويعيشان معه إلى الأبد، وكأن مجتمع (رحمة) تبنى جسد (أمان) دون روحه منذ أن كان طفلًا يحبو، وما زال إلى اليوم يضع حواجز بينه وبين (أمان). وفي كل الأحوال لا تستطيع أسرتها ومجتمعها القبول به، فهو لا يملك اسمًا أو عائلة في نظرهم، وكل ما يملكه وظيفة لا تغني ولا تساوى شيئًا حسب رؤيتهم، مع العلم إنها تمثل حلم الآلاف، بل الملايين من البسطاء. لم توفق أسرتها في مسعاها لاحتواء الأمر، السبب الرئيس لفشلهم كان تغييبها، وإهمال رأيها وصوتها في كل العروض، والمساعي، والحلول، وهو ما ساعد “مارس” فقدم له الهدية على طبقٍ من ماس. (أمان) و(رحمة) فرضا أمرًا واقعًا على الجميع، ولم يتركا خيارًا للأسرتين سوى القبول والمباركة القسرية، لم يكن أمامهما سوى ذلك الحل الصعب والمقيت، بعد انسداد جميع الطرق، لم يكن حلًّا بقدر ما كان اندفاعًا صبيانيًّا مراهقًا، اعتقدا أنهما انتصرا على الجميع، لكن ثمن حلمها كان باهظًا بعد أن خسرا الجميع، كأية فتاة شرقية كان حلمها يحمل براءة بيئتها الشرقية تلك، حلمت به وببيت يجمعهما ومن سيشاركهما مستقبلًا، فيملأون الدنيا سعادة وفرحًا..