وصف الكتاب:
ما زالت جائحة كورونا تداعب خيال الكثيرين من المؤلفين وتستفز الحواس الإبداعية لديهم ليدوروا بكتاباتهم في فلكها الملئ بالمواقف والأحداث بعضها واقعي والآخر خيالي كما في هذه الرواية. والتي تدور أحداثها في أحد الأحياء الراقية. رواية «كورونا في سوق البغاء» تقول الكاتبة في مقدمة رواية «كورونا في سوق البغاء»، في زمن ما قبل جائحة «كورونا» الفتاك، انتشر وباء لفيروس أخطر هو سوق المتعة الحرام والبغاء بكل أشكاله الحرام، سوق باعت فيه البنات شرفها وأخلاقها بمقابل، أو تنازلت عنه لمجرد الهواية واللهو، وباع فيه الأولاد وعيهم ومستقبلهم، وسقطوا في براثن المخدرات، والجنس المبكر، والشذوذ، واكتظت الشوارع والميادين للرغبة الحرام، بالأولاد والبنات، يسهرون الليل في الميادين كأسواق، يرتكبون كل المعاصي والمحرمات تحت سمع وبصر المارة. وتغاضى الآباء فانتشرت الفاحشة وأطفال الحرام، وطلق الكهول زوجاتهم جريًا وراء البنات «الشمال»… فهذه (نورهان) التي اغتصبها أولاد عمها منذ طفولتها… فاعتادت الانحراف، و(إنجي) التي انتقمت من إهمال والديها بتسليم جسدها للراغبين، وأدمنت المخدرات، و(وسيم) الذي اغتصبه معلم الفصل تحت التهديد، فصار يبيع جسده للشواذ، و(حسين) المصاب بـ «الإيدز»، والذي تعمد نشر العدوى عبر علاقاته الحرام، والأم التي هربت بأولادها من الضياع، فإذا بها نفسها تواجه معهم حرب الضياع، وغيرها من شخصيات الراوية في زمن ما قبل «كورونا»… وحتى ظهر «الفيروس» اللعين… حين اعتقد البعض أنه سيضبط الإيقاع، ويطهر المجتمع من الانحرافات أمام عظة الموت، لكن فرض الحظر في الشوارع، ومنع تجمعات الشباب في أسواق وميادين الرغبة، وأغلاق أماكن اللهو وأوكار الحرام، كل هذا لم يطهر الأخلاق، أو يعيد العباد إلى الله تائبين مستغفرين… سطور هذه الرواية، تحكي عن سوق الرغبة والهروب إلى الضياع في هذا الزمان… من أجواء الرواية: توقفت سيارة سوداء ماركة (هيونداي) أمام الحاجز الأمني الذي يغلق الشارع المؤدي إلى الميدان، تقودها سيدة محجبة مليحة التقاطيع، في منتصف العقد الرابع من العمر، هبطت من السيارة فتاة خمرية جميلة، تقاطيع وجهها رقيقة بلا أي مساحيق، شعرها طويل وقد تركته في إهمال مثير على كتفيها، لينتشر بموجاته ولونه البني الداكن، ليكمل صورة شخصيتها كفتاة جريئة منطلقة للحياة بلا تكلف أو رتوش. طيرت الفتاة قبلة لأمها القابعة خلف عجلة القيادة قبل أن تنطلق األخيرة بسيارتها، وهي تنطق كلماتها المعتادة في كل مرة: خلي بالك من نفسك، وبلاش تأخير لنص الليل، ورني عليا آجي آخدك… بلاش التاكسي ولا عربيات صحابك الطائشين… تحسست الفتاة جيب سترتها الداخلي لتتأكد من وجود علبة السجائر ذات الماركة الأجنبية، والتي اشترتها خلسة لأصدقائها كما طلبوا منها، رغم إنها لا تدخن، وظلت تراقب عن بعد سيارة أمها حتى غابت عن عينيها..