وصف الكتاب:
ضم المجموعة 15 قصة عالج فيها المؤلف قضايا اجتماعية وتاريخية بسرد ممتع وجذاب متوغلًا داخل طبقات وشرائح مختلفة من المجتمع. استطاع المؤلف نشأت شعير ببراعة أن ينقل تفاصيل الأحداث بتصوير للمكان والزمان الذي وقع فيه الحدث فيستطيع القارئ معايشته والاندماج فيه. من قصة زواج الملوك: «ظلت كلمات أمي أرها بين عيني، ثم نقلت إليه احتجاجي بتلميح ولم يعد أمامي بعد إصراره إلا التصريح الذي رفضه مرفقاً بأول إهانة لي.. رأيت بداية الوجه القبيح، تراجعت خطوه لعلي أكسب الجولة القادمة، ولكن صحبته تقدمت خطوات، سلمى التي كانت تغازله بعينيها أصبحت تغازله بيديها وتداعبه بكامل جسدها، وعندما حدث ذلك رفضته في أول مرة بحدة لم يرها مني قبل ذلك.. اتهمني بالرجعية والتخلف، واتهمني صراحة بأنني لم أنس أصلي القديم.. في المرة التالية أعاد نفس الكلام عن أصلي القديم.. تمثلت صورة جدي الفكهاني النظيف الذي يحافظ على صلواته ودعواته لأبي وسيرته الطيبة تمثلت ذلك؛ فاندفعت بلا تردد وكأني أكتشف نقاء معدني وجودته: – إن أصلي هذا لهو فخر لي، وإن جدي الفكهاني لهو النور الذي يملأ ماضينا ويعتز به أبي في حاضره ولم ينكره!..» من قصة كليبر قتل سليمان: «سليمان كلما خطا خطوة يتنسم عبير الورد والأزهار التي تطل من بين الأشجار التي تتسور حدائق القصور في الأزبكية، فيشتاق إلي حدائق حلب بفنونها الريانة من أشجار الفستق والمشمش والتين ورائحة الياسمين الفواحة، ولكن الفرنسيين بعسكرهم الذين لم يشبعوا من دماء المصريين بعد، قد أحالوا مصر الجنة العامرة إلي جحور للأفاعي وأوكار للضباع.. يراهم مردة ما جاءوا إلا بالخراب. والحرس يرمقونه بنظراتهم المرتابة ويشيعونه حتي يغيب عنهم، حفظهم وحفظوه فلم ينتظروا شر منه، فلقد استوقفوه أكثر من مرة واستجوبوه، فرد عليهم بثبات غير آبه بهم أو بما يحملونه من بنادق.. وأصر ألا يغير طريق ذهابه وإيابه إلى عمله. في القصر المغتصب من الأعيان، خيم الصمت لوقت ليس بالقصير، ونابليون يمعن النظر في كليبر وداماس تحت رجفة أنوار الشموع، ثم تجرع آخر ما في الكأس: – تعلمان جيداً ماذا يحدث في فرنسا؛ لذا سوف أتسلل الليلة سراً بعد اجتماعي بكما مباشرة إلي فرنسا. كليبر! أنا أثق فيك. أنت مكاني، داماس! عليك بقيادة الأركان. الشعب المصري، المعلومات التي وصلتنا عنه كانت مضللة.. الشعب المصري، له جذور عميقة ممتدة تحت هذا التراب، وما يشبع تلك الجذور، هو تمسكه المفرط بالدين الإسلامي. وقد صدق القديس لويس التاسع عندما أشار إلي ذلك منذ قدم إلي هنا ثم هزم ورحل، وخيبتنا أننا لم نأخذ بما قاله وكتبه