وصف الكتاب:
تتحدث «البهلوان» عن الفساد المالي والإداري وكل ما أساء للعراق عبر سبعة عشر عامًا، وهناك شخصيات تتصف بالقسوة وعدم الاتزان في علاقاتها غير السوية لأنها اعتمدت على الكذب والزيف. بناء الرواية يشبه المدينة يقول الروائي أحمد خلف في مقدمته: «أن تكتب رواية حديثة بمواصفات عالية الجودة، هذا يعني أنك تشيد مدينة بعينها، أعني مدينتك التي تأمل أن تمضي بقية العمر في مساكنها، وشوارعها، وأزقتها، وأسواقها، ومقاهيها، وحدائقها، وتمارس حياتك على أعلى درجات الكمال والرقي، خصوصًا إذا حالفك الحظ وكتبتها بصبرٍ وتأنٍ. وحين تحشد لها كل طاقتك وتجربتك الجمالية، والفنية، والحياتية، أي كل ما تعلمته واختزنته في ذاكرتك، ووجدانك، وعقلك، وجسدك، وأيضًا روحك، يقينًا ستظهر لديك رواية جيدة. هذا يعني أن بناءك للمدينة جاء ممتازًا، وهي قابلة للعيش، بل يمكن أن تكون مفخرة لك ولكل من يتابعك بإصرار، ومحبة، واحترام، واهتمام بما تكتب، إذ كل شيء شيدته في روايتك – أعني مدينتك- جاء صالحًا لتعيش في حياةٍ مرتجاة. من أجواء رواية «البهلوان» اندفع السائق في الطريق المؤدي إلى بيت (أم غايب)، ليحكي لها عما جرى وما حدث في هذا اليوم حسب ما أمرته من قبل، ولم يكن يخالف لها رأيًا، أو يمانع بتلبية أحد مطالبها الكثيرة.. كانت دائمًا تطلب من زوجها أن يرسل السائق ليجلب لها حاجيات وأشياء من الأسواق، ما دام هو يمنعها من الخروج وحدها من الدار، ما لم يكن هو في رفقتها أو أي شخص يثق به، ودائمًا يأتي (مراد) مسرعًا لتنفيذ ما تريده السيدة الأولى، كانت نظرة السائق لا تخلو من نوايا يصعب معرفتها لئلا يكون الحكم عليه متسرعًا، كما هو واضح ما زال في عنفوان قوته التي يظهرها من خلال قيامه ببعض الأعمال اليدوية، أو ما تأمره به من حاجيات تخص المنزل، غالبًا ما تتفق معه على المجيء إليها ليأخذها إلى الخياطة، أو صالون الزينة، أو إحدى معارفها ليعود بها بعد ساعتين أو أقل، يتم ذلك كله بالإشارة والاتفاق مع الزوج، الذي لم يكن يمانع أبدًا ما تريده الزوجة الأولى أو السيدة الأولى على غرار مناداة زوجات كبار رجال الدولة. كان يقول لها ساخرًا بماذا تختلف زوجات الرؤساء عنكِ؟ أنتِ أيضًا سيدة أولى، وهي بدورها لم تكن لتصدق ما يقوله في ساعة صفاء ومحبة، لكن كلماته تغريها في تواصلها معه في الكلام الهادئ، الذي يمكنه أن ينقلها من حالتها الثقيلة المتداعية إلى لحظة حنوٍ ومحبة، كثيرًا ما كانت تبحث عنها، وتنتظر تواصله جسديًّا معها، لعل القدر يعطف عليها وتحمل منه ولدًا أو بنتًا، ويعود نادمًا إلى دنياها..