وصف الكتاب:
صدر حديثًا عن دار النخبة الطبعة الثانية من رواية «فجر أيلول» للكاتب الإرتري هاشم محمود، تقع الرواية في 312 صفحة من القطع المتوسط. تدور أحداث الرواية من حيث المكان، بين (إمباسيرا) وهي أعلى القمم الجبلية في دولة إريتريا، و(لندن) مدينة الضباب وعاصمة الإمبراطورية الاستعمارية الكبرى في العصر الحديث. أمَّا زمان الرواية فيتوزع بين الماضي والحاضر، على طريقة المونتاج السينمائي، أو استدعاء الحوادث والذكريات، بأسلوب الـ Flash Back. تبدأ الرواية، فيما عدا الوصف الرومانسي لإمباسيرا وبعض طقوس الحياة فيها، بالحديث عن علاقة الحب الطاهر الذي جمع بين (إبراهيم) و(ترحاس)، وسوف يبدوان في أول الأمر أنهما بطلا الرواية الأساسيين، وكيف أنهما قاوما الأهل والمجتمع، وتحملا الأذى والعذابَ، وحاربا العادات والتقاليد؛ حتى يثبتا للجميع أن زواج مسلمٍ بمسيحية أمرٌ لا تنكره الشرائع، ولا تبطله العقائد، ولا يحرِّمه الله. وليس صحيحًا أبدًا ما قيل من أن حب المسيحية لرجل لا يدين بدينها خطيئة لا تغتفر. من أجواء رواية «فجر أيلول» يعتقد (إبراهيم) أن الحرية دين البشرية التي لا يختلف عليه اثنان، ومنهجه في ذلك أن «الإنسان الحر إذا ما آمن بحريته يستطيع أن يؤمن بحق كل صاحب حق أن يحيا لا ينازعه في حياته طير جارح، ولا أسد مهاجم، ولا ديدان تفسد طعام الضعيف». الحرية عذراء هاربة دائمًا من بطش المتعطشين إلى الدماء. لذا يجب أن تبقى الحرية عذراء، فإن أسرها رجل قهرها وأودعها قفص العبودية الأبدية. لا حريةَ من دون فجر ولا فجرَ من دون فتيان ولا فتى من دون (ترحاس) ولا (ترحاس) من دون (إبراهيم) يبتسم العاشقان في خجل بريء، ثم يتواريان خلف قلبيهما المفعمَين بالأحلام، قبل أن يباركهما صوتان تزامن صدحهما في نوبة عشق حرة. جرَسٌ وأذانٌ وبينهما جسدان منذوران للحياة، تلتهب الأنفاس المتحرقة إلى أنفاسها، وتفرز المسام (هرمون العشق). أنتِ أرضي المقدسة يا ترحاس.. كيف لا أقيم دهرًا في هذا المحراب من دون أن يفزعني صوت من الخارج؟ العاشقان لا يهدأ قلباهما أبدًا منذ أن عرفا طريق الحب، فهما واحد في اثنين، كلٌّ منهما يدرك الآخر قبل أن ينطق أو يعبر بعينه أو بجسده، كل منهما يعلن عن حاجته الدائمة والمستمرة للآخر، لا ينام قبل أن يطمئنا الأمل والحب والذي أبدا ما توقف منذ أن التقيا.