وصف الكتاب:
لم يكن ذلك النهار طبيعيًا بالنسبة لأبي مدلول.. فقد امتلأ قلبه بشيءٍ لا يعرفه إن كان فرحًا أو راحةً أو قلقًا جديدًا.. هل هو رضًا عما تغيّر من حال شكريّة لتجعله يفغر فاه لما تفعله اتجاه ولده؟. كأن الصورة التي علّقها وبدلة الرئيسين البيضاوين لها فعل السحر. فإسكات شكرية عن الندب والشكوى والتذمّر من رائحة النفط، كان يحتاج الى قوّةٍ خارقةٍ لتتغيّر سلوكيًا كما تغيّرت مع مدلول. لم تنفع معها الدعوات السريّة التي كان يطلقها أبو مدلول وحتى مدلول ذاته.. كان يضحك في سرّه وقال لابنه، لو كان يعلم إن صورةً تفعل فعلها لعلّقها من زمن بعيد.. وكان يقول لأبنه، البدلة البيضاء دليل الطيران ولا يهم إن تحوّلت الى اللّون الأسود، المهم البدايات دائما بيضاء.. لم يفهم مدلول شيئًا، لكنه تعلّق كثيرًا في الصورة وكان ينظر بعمق مقرّرًا أن يكون له شارب مثل شارب صاحب الصورة التي على يساره.