وصف الكتاب:
إن تعقد الحياة الاجتماعية وتطور الظروف المعيشية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والتقنية المتسارعة تملي علينا أوضاعاً وظروفاً جديدة تقف الحكومات أحياناً عاجزة عن مجاراتها، مما يستدعي تضافر كافة جهود المجتمع الرسمية والشعبية لمواجهة هذا الواقع وهذه الأوضاع، ومن هنا يأتي دور العمل التطوعي الفاعل والمؤازر للجهود الرسمية. ويعد التطوع ظاهرة اجتماعية موجودة على مر العصور منذ بدء الخليقة وحتى الوقت الحاضر ولكنها تختلف في أشكالها ومجالاتها وطريقة أدائها وفق توجهات وعادات وتقاليد تنسجم مع الثقافات والمعتقدات الدينية لكل عصر ودولة. وتكمن الأهمية الكبرى للعمل التطوعي في أنه يعمل على مشاركة المواطنين في قضايا مجتمعهم، كما أنه يربط بين الجهود الحكومية والأهلية العاملة على تقدم المجتمع، كما أنه من خلال هذا العمل يمكن التأثير الإيجابي في المواطنين، وتعليمهم طريقة للحياة قائمة على تحمل المسئولية الاجتماعية، كما يؤدي العمل التطوعي على التقليل من أخطار الأمراض الاجتماعية والسلوك المنحرف داخل المجتمع، عن طريق انغماس الأفراد في القيام بأعمال من شأنها أن تشعرهم بأنهم مرغوب فيهم، ويضاف إلى ذلك أن هذه المشاركة التطوعية ستؤدي إلى تنمية قدرة المجتمع على مساعدة نفسه، عن طريق الجهود الذاتية التي يمارسها المتطوعون. وللعمل التطوعي دور بارز ينعكس على حركة المجتمع وتقدمه لتحقيق التكامل و العطاء الاجتماعي والإنساني. وفي هذا الكتاب سيتم تناول الأسس النظرية للعمل التطوعي وبدايات ظهوره وتطوره عبر المراحل الزمنية المتعاقبة، والتشريعات والقوانين والمواثيق التي تحكم العمل التطوعي، والأساليب الحديثة لممارسته، وادوار كل شرائح المجتمع وأهمية مشاركتهم فيه، وذلك بهدف تقديم إطار مرجعي يعاون في الإلمام بتلك الأساليب وكيفية ممارستها في الواقع بغرض تحقيق الأهداف المنشودة...