وصف الكتاب:
تُعد السنوات الأولى من عمر الطفل ذات أثر بالغ في حياته، حيث تبنى عليها بقية مراحل عمره، فهي تهيئ الطفل وتنمى شخصيته وعاداته واتجاهاته وميوله واستعداداته الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية والوجدانية تبعا لما توفره البيئة المحيطة بالطفل. وإن عملية تنظيم بيئة التعليم والتعلم التي تحيط بالطفل؛ كي ينشط ويغير من سلوكه تستلزم تخير خطوات محددة يتم وضعها على أساس علمي، بحيث تمثل الطريق الصحيح لعملية التعليم والتعلم، فيستطيع الطفل أن يلم بكثير في زمن قليل، وتصبح حياته مضاعفة الفوائد عظيمة النتائج ، فضلا عن جودة عملية التعليم والتعلم. وتؤدي استراتيجيات التعليم والتعلم دوراً مهماً في تحقيق أهداف التعلم، فالاستراتيجية التي يستخدمها المعلم في الموقف التعليمي التعلمي- تعد من العوامل الحاسمة والمهمة في مساعدة المتعلمين على اكتساب المفاهيم وبنائها بطريقة سليمة، وتُعد الاستراتيجية إحدى معايير الحكم على فاعلية أو عدم فاعلية عمليتي التعليم والتعلم. ويفتقد واقع رياض الأطفال للأساليب التربوية والتعليمية الحديثة، وسيادة الطرق التلقينية، وندرة الأنشطة التربوية، وتغلب الجوانب المعرفية على الوجدانية والسلوكية في الأهداف المرجو تحقيقها برياض الأطفال، وهذا يجعلنا نستجيب لنداء تطوير التعليم في مراحله المختلفة وبخاصة في مرحلة ما قبل المعلمة. والكتاب الحالي يسهم بمحاولة متواضعة في عرض مجموعة من الاستراتيجيات المناسبة لمرحلة الطفولة المبكرة، والتي يمكن أن تفيد القائمين على تربية طفل ما قبل المعلمة من المعلمين وغيرهم - في تقديم أنشطة الروضة المنوعة لجميع مجالات التعليم والتعلم.