وصف الكتاب:
قيمة هذا الكتاب الجديد تتمثل في كونه يهتم بالدراسة المصطلحية التي هي ضرب من ضروب الدرس العلمي لمصطلحات مختلف العلوم التي تتبلور عند ولادتها في مصطلحات وتعبر عن نضجها حين تشكل علما له راهنيته. فلا سبيل إلى تحليل وتعليل ظواهر أي علم دون فقه المصطلحات الخاصة به. فكما أن لكل علم مصطلحاته التي تعتبر مفاتيح دراسته وفك معانيه لفهمه واستيعابه، درج على وضعها المختصون فيه؛ فعلم أصول الفقه مثلا يتعذر فهمه على دارسه قبل معرفة مصطلحاته الفنية التي تواطأ علماء الفقه والأصول على وضعها. وكذا الشأن بالنسبة لعلم الكلام، والمنطق، ومصطلح الحديث، والطب، وسائر العلوم بقسميها الإنساني والعلمي. لكن المصطلح الصوفي بهذا المعنى لفظ له ظاهر لغوي يناله كل من يستعمل اللغة ويتداولها، ويتواصل مع غيره عن طريقها تواصلا أفقيا ظاهرا، وهو من جهة ثانية لفظ له باطن ذوقي! لا يظفر بإشاراته ودلالته البعيدة إلا من تفرغ للسير في طريق الله، أي طريق السلوك الصوفي. لذلك ظهرت محاولات متعددة في التراث الصوفي انشغل المحققون بها لترى النور، فكل الذين كتبوا عن التصوف حاولوا جاهدين تقربيه إلى الآخرين، ونبهوا أيضا إلى أن دلالة الألفاظ عندهم تحمل معان خاصة وأن طبيعتها النوعية طبيعة رامزة، يصعب على غيرهم استيعاب دلالتها أو فك شفرتها. وقد كان لهؤلاء دور رائد في وضع علم مصطلح التصوف.