وصف الكتاب:
إن التغيير والسعي إلى التحرر سنة من سنن الله تعالى في الأرض، ولا غنى للإنسان عنه، إذ جعله الله ملازما للإنسان لشدة حاجته إليه، فهو مستخلف في الأرض ومكلّـف بعمارتها، لذا فإن منطلق التغيير وغايته ومحور حركته ينبغي أن يدور حول الإنسان، وقد أشار القرآن الكريم إلى تغيير المجتمع ورسم له منهاجا ووضع له شرائع. وعند البحث في نظرية المنهاج النبوي للأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله نجد أن التغيير وطلب التحرر يحتاج إلى معرفة دقيقة بأصل الـدّاء، وإلى تعبئة واسعة للأمة وإقناعها بجدوى التغيير وضرورته وصعوبته، وتربية أبنائها على الصبر والتحمل، إلى أن يتحقق التحرر والتغيير الشامل على منهاج النبوة. لذلك أسس الإمام رحمه الله للتحرر في نظريته من حيث شمولية المفهوم وعمق المضمون واستراتيجية وموضوعية التحليل من جهة، ومن جهة أخرى من حيث رؤيتـه المتكاملة عند معالجة أي موضوع، ومن ذلك موضوع التغيير حيث يرى أنه لابد أن يكون تغييرا جذريا وشاملا ومتكاملا، يقول رحمه الله: (هذا التغيير الجذري في تصور الإنسان لنفسه، وللعالمَـين الدنيوي والأخروي، وللمسئولية بين يدي الله بعد الموت، هو رسالة القرآن الخالدة إلينا)[1]. عالج الكتاب مجموعة من القضايا تـنــاولتها في خمسة فصــول، ووضحتها كما يلي: * مفهوم التغيير في الاقتصاد، وقسمته إلى ثلاثة مباحث: المبحث الأول: لضبط مصطلحـي “التغيير”، “والاقتصاد”. والمبحث الثاني: لعرض التغيير عند الإمام عبد السلام ياسين، والمبحث الثالث: التغيير عند علماء الاقتصاد، وتناولته في نقطتين؛ الأولى عن مفهوم التغيير الاقتصادي، والثانية الاقتصـاد والتغيير بين التأثير والتأثر. * الباعث الإيماني والتغيير في الاقتصاد، وتناولتها في مباحث ثلاثة؛ الأول: التربية على استحضار وازع الإيمان، وهو في ثلاث نقاط؛ الأولى: مفهوم التربـية، والثانية: علاقة التربية بالتغيير، والثالثة: التربية عند الإمام. والمبحث الثاني تناولت فيه البواعث الإيمانية ووازع الإيمان لـتوجيه الاقتصاد. والمبحث الثالث كان حول دور الباعث الإيماني في تغيير أسلوب إدارة الاقتصاد. * التغيير وعلاقته بالالتزام بالضوابط الشرعية للاقتصاد، وجعلته في ثلاثة مباحث؛ الأول بينت فيه أن التدرج سنة في التغييـر، وفي المبحث الثاني بينت الضوابط الشرعية للاقتصاد. مع التأكيد على أهمية السوق وضابطه، ووضحت في المبحث الثـالث كيف يكون التدرج في وضع الضوابط الشرعية. * التغيير لبناء اقتصاد الدولة الإسلامية؛ بينت في المبحث الأول آفة كل من التبعية والتخلف التنموي، وآثارهما السلبية على الاقتصاد وبالتالي ضرورة التحرر من التبعية. وفي المبحث الثـاني وضحت بناء اقتصاد الدولة الإسلامية، ومسئولياتها الاقتصادية. وناقشت في المبحث الثـالث السياسة الاقتصادية للدولة الإسلامية. * الاجتهاد للتغيير في الاقتصـاد في نظرية المنهاج النبوي؛ شرحتها في ثلاثة مباحث؛ المبحث الأول حول الاجتهاد والتغـيير، وضوابط التجديد في الاقتصاد والمعاملات المالية. والمبحث الثاني خـاص بالاجتهاد عند الأستاذ عبد السلام ياسين، ثم ناقشت في المبحث الثـالث الاجتهاد الجماعي ضرورة للتغـيير في الاقتصاد.