وصف الكتاب:
الخراب، خراب الوطن، خراب العائلة والأنسان. هذا ماتتناوله الرواية، بتكثيف شاعري، وبشخوص لاتتعدى أصابع اليد الواحدة. يبدأ الروائي عبد القادر سعيد برحلة مع كردي في بلاده، يهرب من الحروب، من الفساد، مدينته التي يرى نفسه غريباً فيها، تتلقفه أيادي المهربين في تركيا، ليبدأ برواية خاضها أكثر من مليون لاجئ فروا من حروب وويلات الشرق، لذلك نرى بأن شخوص الرواية لا إسم ولا عنوان لها. فقط، كردي، من مدينة كردية في كردستان العراق مع زوجته وابنته ذات السبعة ربيعاً. عاصر الحروب الكثيرة، منتهياً- بآخر حرب - مع قوى الظلام، زوجته وابنته تغرقان في مياه بحر ايجة، يتركون وراءهم روائح القرنفل وأغاني (الهورى) الحزينة لرب الأسرة الذي ينتهي به المطاف في بلاد الغربة. يُحاكي التماثيل، المهربين عديمي الوجدان، اعشاب البحر، النوارس، القوارب والبحارة وقباطنة وقراصنة البحر، يصل إسبارطة وإيثاكا، يُحاكي هوميروس وأوديسيوس. عله يصل الى خيط يسبر فيه أغوار الانسان. يستند الكاتب على التكثيف اللغوي والشاعري أحياناً كثيرة، وأحياناً يعتمد التكرار في بعض الصور، إلا ان تلك الصور تعتبر من الضروريات في صلب الموضوع، حتى نجد أن لولا تكرار تلك الصور لبدت الحبكة ناقصة. تعتبر رواية (الخراب) من روايات الاختزال والتكثيف اللغوي. رواية اللجوء والبحر بامتياز، رواية لابد لها أن تترجم الى كل اللغات، لانها تحمل رسالة الكُردي والانسان الشرقي بشكل عام إلى كل العالم. لنبدأ بقراءة همّنا وآلامنا في سطور هذه الرواية. ياسين حسين السليمانية 1/1/2020