وصف الكتاب:
الرّوائي لا يكتب التّاريخ في عمله الإبداعي. فللتاريخ سدنته وكتابه. وعندما يخلق المبدع عملاً روائيّاً يستند فيه إلى وقائع التّاريخ، فإنّه لا يحتفي بمن أسماهم المؤرخون صنّاع التّاريخ وعجّت كتب التّاريخ بأسمائهم وأفعالهم، فتوحاتهم ومعاركهم، وخططهم. المبدع يكتب والحالة هذه قصة الصنّاع الحقيقيين للتّاريخ. وهم الأبطال القادمون من رحم المرحلة. والذين يدفعون ويضحّون خارج حسبة الرّبح والخسارة. وبعيداً عن مغانم المجد، واللهاث وراء السّمعة.. فإذا ما وردت في هذه الرّواية أسماء قادة وسياسيين ممن حفلت كتب التّاريخ الرّسمي بسيرهم و(أمجادهم)، فإنّها هنا ترد في خدمة من نسعى لكتابة تاريخهم ممن صنعوا التّاريخ الحقيقي واجترحوا البطولات والتّضحيات الحقيقيّة، وسُجِّلت مآثرهم لصالح من حفلت كتب التّاريخ بأسمائهم وسيرهم وبطولاتهم المسروقة.. مرة أخرى، إذا ما وردت تلك الأساء البرّاقة فإنّها لا تعدو كونها إشارات زمانيّة ومكانيّة تخدم العمل الرّوائي، وتخدم من نؤرّخ لهم – إبداعياً – بطولاتهم التي سطا عليها كتّاب التّاريخ، ونسبوها مجداً إضافيّاً للقادة والسّياسيين الذين يؤرخون لهم.. وهذه صفحات مجيدة من صفحات الكفاح القومي المبكّر لأبناء سوريّة الكبرى ممن لم يحفل التّاريخ الرّسميُّ بكتابة قصصهم.. ___________________________________________