وصف الكتاب:
يعتبر الكاتب الأرجنتيني المتميز أندريس نيومان من الكتاب الشباب الذين استطاعوا أن يتركوا بصماتهم الواضحة في مجال الإنتاج الأدبي، سيما الروائي منه والقصصي. حيث اعتبر الكتابة أعلى مراتب السعادة، رغم إنصاتها البليغ للألم الإنساني. فمن خلال الخوف والوحدة البشرية، استطاع تطويع الكينونة التي ترفل في متاهاتها السعيدة بقلقها الحميم. كما اعتبر الكتابة حاجة وجودية ملحة، وقد شبهها بالحب الذي يرتوي بعطشه المقيم في سفره نحو الامتلاء المتوهم، والشقي في نقصانه المطمئن لمزالقه العابرة نحو عنفوانها المتشظي، واكتمالها بالمجهول المأهول بالفقدان. وقد قال عنه الكاتب الشيلي الكبير روبرتو بولانيو مايلي:"متأثرا بأناقة الجميل، لن يتوقف أي قارئ عن الشعور من خلال صفحاته، بشيء لا يمكن أن نلتقي به إلا في الأدب العالي، الذي يكتبه الشعراء الحقيقيون. إن أدب القرن العشرين، سينتمي إلى نيومان ولبعض إخوته في الدم. " يرسم الكاتب المتميز أندريس نيومان في هذه المجموعة القصصية، برقة ودعابة، حياة رجال ونساء مرتهنين لمصائر قاسية، هزلية وغير متوقعة، على صفحات مليئة بمفازاتها وبخطوات هادئة إلى حد القلق الشاهق ، ولإنسانية أسيء التعامل معها في الحب والغيرة والموت، وبالخداعات الصغيرة التافهة، مع التدفق الثابت للزمن اليومي الذي يكتظ بإكراهات تلزم أصحابها وتتعقب مسارهم وسيرورتهم. حيث تظهر هنا بعض الشخصيات الوصية، والتي تعطي للمجموعة أصداء جريئة لكتابة تغزوها شعرية عليا، وتنهل من المخيلة الإنسانية السعيدة في سخريتها أمام القدر.