وصف الكتاب:
كان أحد موظفي بريد الإمبراطورية بلباسه الرسمي، يجول على فرسه بين الوجوه المارقة السريعة التي تشبه الظلال، يبحث عن شخص يُدعى (آق ديلك بيك)، يبلغ من العمر سبعة وأربعين عاماً. يحمل إليه فرماناً ممهوراً بختم الإمبراطور الأعظم وحروفه الأولى.. ح. ع. ب، نافذاً دون رجعة، ويقتضي تعيين الأول والياً عسكريًا للسعيدة، عطفاً على رسالة طلب تدخل واضحة وصريحة مدموغة بتوقيعات أكثر من مائة زعيم محلي. أُرشد الموظف إلى ظل رجل مقعٍ بوجهه إلى الحلقة النحاسية للعارضة المقنطرة، وللوهلة الأولى اعتقد حين رآه أنه حاوٍ، أو مروض قرود، وعلى أكثر الاحتمالات كلفة وصدقًا: قواد ظل الطريق إلى نفسه. نزع الوالي المحتمل، وهو في مكانه، الأنبوب الفضي من غطائه المختوم بالشمع الأحمر، واستخرج عريضتي التعيين. مدّ في أوراقها اللدنة، فبرقت لأول مرة، في حياته العملية، كلمة السعيدة. أخذته همهمة صغيرة، فهز رأسه، حين قال: السعيدة.. حتى أنه لا يبدو اسم بلد.