وصف الكتاب:
التاريخ الاجتماعي، فرع من فروع الدراسات التاريخية، ويهتم بدراسة أحوال المجتمع من حيث التركيب الاجتماعي، والبناء الطبقي، والعادات والتقاليد، والحرف والصنائع والأسواق، والبنيان السكاني، وعوامل الزيادة والنقصان، كما يدرس العلاقات بين الفئات السكانية المختلفة، وفضلاً عن ذلك يدرس القيم والمثل والأخلاقيات التي تحرك المجتمع، ويهتم التاريخ الاجتماعي، والجوانب السياسية والاقتصادية والفكرية في حياة المجتمع. وقد عنى أغلب من تصدُّوا لدراسة التاريخ العثماني بصفة عامة بدراسة الجوانب السياسية والإدارية والعسكرية دون أن تمتد عنايتهم إلى دراسة جوانب عديدة، فما زالت هناك جوانب غامضة من التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للولايات العربية والوحدات الإدارية التابعة لها ينتظر جهود الباحثين والدارسين للكشف عنه. وتستمد هذه الدراسة أهميتها من تناولها لجانب مهم من جوانب تاريخ الأردن الحديث الذي لا يزال يفتقر إلى مزيدٍ من الدراسات والأبحاث، وبخاصة في جوانبه الحضارية والاجتماعية؛ وذلك لتسليط الضوء عليه وكشف نواحيه المختلفة. وهذه الدراسة محاولة لتوثيق معالم الحياة الاجتماعية في لواء الكرك في فترة التنظيمات العثمانية، وهي فترة من الزمن عانى تاريخها من الإغفال. وكان الحديث عن الحياة الاجتماعية في لواء الكرك إبَّان تلك الفترة شذرات متفرقة وإلماحات لا تسد رمق الباحث ولا تشفي غليل الدارس، وكان لا بدّ من إعمال الجهد في البحث عن الحياة الاجتماعية من المظان الأصلية، والرجوع إلى مختلف مصادر تلك الحقبة، وصولاً إلى إظهار الحقائق التاريخية المتصلة بتاريخ الحياة الاجتماعية في لواء الكرك؛ لأن هذه الدراسة تعدُّ جزءاً من كتابة تاريخ الأردن الحديث والمعاصر، وإبراز دوره الحضاري. الأوضاع الاجتماعية في لواء الكرك وقد جاءت هذه الدراسة في مقدمةٍ، وأربعة فصول، فقد تناول الفصل الأول السكان وفئاتهم في لواء الكرك، وتضمن الفصل الثاني القضاء وقوات حفظ الأمن والنظام، وعرض الفصل الثالث مظاهر من الحياة الاجتماعية، وخصص الفصل الرابع للأحوال الشخصية. وقد اعتمدت الدراسة على مصادر متنوعة لعلَّ من أهمها وثائق المحاكم الشرعية، ودفاتر الأراضي، والحوليات الرسمية التي كانت تصدرها الدولة العثمانية، وولاية سورية والتي عرفت ب )السالنامات(، حيث تضمنت معلومات رسمية هامة، ومن المصادر التي اعتمدت عليها الدراسة الصحف والمجلات الصادرة حينذاك، والمذكرات والأوراق الشخصية، إضافة إلى ما دوَّنه الرحالة الأجانب من مشاهدات وانطباعات عن لواء الكرك.