وصف الكتاب:
قد يكون هذا الكتاب: “المرجع في التربيةالوطنيّة”، أول كتاب باللغة العربيّة يطرح موضوع التربيةالوطنيّة بصورة عامة وشاملة. إنّ واقع حياتنا في عالمنا المعاصر تتطلّب، فيما تتطّلب، أن يُعدَّ المواطن إعدادًا عامًّا وشاملاً ليكون مواطنًا صالحًا. ويقصد بالإعداد العام والشامل للمواطن أن يكون مواطنًا صالحًا تطوّرت مفاهيمه ومعارفه واتّجاهاته وقيمه ومثله الأسريّة والاجتماعيّة والوطنيّة والقوميّة والدينيّة والإنسانيّة وغيرها لتحكم وتنظّم سلوكه في جميع مواقف الحياة ومجالاتها ومناحيها. من جهة أخرى، يمكن القول إنَّ أغلب الكتب التي وضعت في التربيةالوطنيّة باللغة العربية، إذا لم يكن كلّها، قد اقتصرت على جانب واحد من جوانب التربيةالوطنيّة وهو الجانب المعروف في الأدب التربوي بالتربية المدنيّة. ومع أنّ هذا الجانب مهمٌّ جدًّا، إلا أنَّ هناك جوانب أخرى لا تقلّ عنها أهميّة. فعلى سبيل المثال، إنَّتنمية ولاء المواطن للدولة التي ينتسب إليها وتعريفه بنشأتها وتطوّرها ونظامها وسلطاتها ومؤسّساتها ورموزها وحقوقه فيها وواجباته نحوها، وهو الجانب التي تُعنى به التربية المدنيّة، في غاية الأهمية ولا يقلّ عنه أهميّة أيضًا تنمية ولاء المواطن لأسرته وتعريفه بحقوقه وواجباته الأسريّة. وينطبق هذا الأمر على جميع جوانب التربيةالوطنيّة الأخرى التي يطرحها هذا الكتاب. يمكن القول بصورة عامة إنَّ جميع المواطنين، وبطبيعتهم الفطريّة مواطنون صالحون فكرًا وسلوكًا إذا ما توفَّر لهم شكل من أشكال التربيةالوطنيّة. في الماضي، وعندما كانت الحياة بسيطة ومتطلّباتها ومسؤوليّاتها محدودة ومتواضعة، كانت التربيةالوطنيّة تتحقّق بطريقة غير مقصودة ومن خلال التوجيه والنصح والإرشاد. أما الآن، وبعد أن تطوّرت متطلّبات الحياة ومسؤوليّاتها لم تعد التربيةالوطنيّة غير المقصودة كافية ولابدّ من التربيةالوطنيّة المقصودة المنظّمة لتعدّ المواطن الصالح. وهنا يمكن القول إنّ سلوك أو موقف أو تصرّف يقوم به أيّ مواطن ولا يتّسق مع سلوك وموقف وتصرّف المواطن الصالح يعود، وبصورة رئيسيّة إلى خلل في التربيةالوطنيّة التي تعرّض لها هذا المواطن. فعلى سبيل المثال قد يهمل مواطن ما قواعد التربية الأسريّة، وقد ينجم عن هذا الجهل مشاكل أسريّة يدفع ثمنها جميع أفراد الأسرة. إنّ بعض المواطنين، وبسبب الجهل بقواعد التربية البيئيّة، وعلى سبيل المثال أيضًا، قد يسبّب حريقًا لعشرات الأشجار بسبب عدم معرفة هذا المواطن أهمية التأكّد من أنّ النار التي أوقدها لعمل الشاي قد أخمدت بالكامل. إنّ الأشجار احترقت، ومهما كان عددها، خسارة وطنيّة وهي أيضًا خسارة لهذا المواطن التي تسبّب في حرقها لأنّه حرم وحرم آخرين من التمتّع بها. سوف يلاحظ قارئ هذا الكتاب بعض التكرار لبعض المواضيع في أكثر من جانب من جوانب التربيةالوطنيّة. إنّ هذا التكرار متوقّع وطبيعي، ذلك أنّ جميع جوانب التربيةالوطنيّة متداخلة ومترابطة ويكمل بعضها (البعض) بعضًا. من جهة أخرى، إنّ هذا التكرار، وفي أغلب الأحيان يرتبط بأهمية هذه المواضيع المكرّرة، وبالتالي فهو ليس بعيب بل إنّه مفيد إلى حدٍّ كبير. فعلى سبيل المثال، عندما يطرح موضوع أخطار التدخين ومضارّه على صحّة المواطن وأسرته في فصل التربية الصحيّة، فإنّ هذا الموضوع يطرح أيضًا في فصل التربية البيئيّة، ذلك أنّ التدخين يلوّث الهواء ويفسده وقد يكون السبب في نشوب الحرائق. ومع أنّ هذا الكتاب قد أشرف عليه وحرّره وألّفه مجموعة من الأكاديميين من أصحاب الاختصاص والخبرة التعليمية الغنيّة، إلا أنّهم (جميعهم)جميعًا يعتقدون بأهميّة استمرار تطويره وإغنائه، في ضوء ما قد يتطوّر من معرفة جديدة في جوانبه المختلفة من جهة، وفي ضوء ملاحظات زملائهم الأكاديميين الذين قد يستخدمونه كأحد المراجع في تدريس مادة التربيةالوطنيّة من جهة أخرى. وأخيرًا، وليس آخرًا، يؤمل أن يوفّق هذا الكتاب: “المرجع في التربيةالوطنيّة”، أن يحقّق (الهدف) الأهداف(الذي) التي وضع من (أجله) أجلها: ألا وهو الإسهام الفاعل في إعداد المواطن الصالح في الوطن العربي. وقد تم تخصيص الفصل الأخير ليتناول الأردن أنموذجا ،ليصار الى إضافة فصل خاص لكل دولة من دول الوطن العربي.