وصف الكتاب:
تتضمن رعاية الشباب كل عملية أو مجهود او تأثير يؤثر في مظاهر حياة الشباب بطريقة إيجابية في عقله، وفي جسمه وفي سلوكه وعاداته، وفي علاقاته الاجتماعية، وفي حرفته حتى يحقق حياة سوية ناجحة ويكتسب الخصائص النفسية والخلقية والاجتماعية التي يستلزمها المجتمع. ومن هذا المفهوم يتضح خصائص مرحلة الشباب ليعد بدوره مجتمعاً وحياة أفضل لمن بعده فالاعداد الكامل السليم للنشء أساس في تحقيق أهداف المجتمع، والرعاية الكاملة للشباب في الميادين المختلفة عامل هام في خلق وبناء المجتمع المتكامل السليم وتنشئة الشباب على الاسس القومية السليمة، وتزويده بالمثل والقيم وتدريبه على ممارستها، وتدعيم صلته بالتجمع الذي يعيش فيه، وإعداده إعداداً كاملاً يؤهله لا يحمل الامانة عن وعي وإدراك هذه التنشئة هي أولى الواجبات التي تهتم بها الدولة فإعداد النشئ تلعب دوراً في بناء مجتمعه موضوع خطير جداً، إذ أن أثاره تنعكس على كيان الامة، واتجاهاته تتوقف على فلسفتها، كما أن أهداف ونظم ورسائل إعداد النشئ تعلب دوراً رئيساً في السياسة التربوية التعليمية للدولة فضلاً عن ارتباطها بسياستها الاقتصادية والاجتماعية إن الأنشطة المرتبطة بالرعاية الاجتماعية هي بالأساس ظواهر اجتماعية، تعبر عن وعي اجتماعي سليم وتحمل في جوهرها مهمة إصلاح المجتمع، والعمل على رفعته والارتقاء به وبنائه، وصولاً للتغير الاجتماعي الإيجابي، الذي يؤدي إلى إحداث تحول تلقائي أو تخطيط أشمل يعم كافة بنيات المجتمع التحتية، ويتماشى مع طموحات وأهداف النظام الاجتماعي فقد تحول المفهوم القديم للرعاية الاجتماعية وتطور من مجرد فعل للخير (غير منظم) إلى نظام اجتماعي شمولي عام والرعاية الاجتماعية بمفهومها الحديث أصبحت حقاً من الحقوق الأساسية التي يكفلها أي مجتمع لمواطنيه، وقد تمت الإشارة بوثيقة حقوق الإنسان الصادر في عام 1948م بحق الفرد باعتباره عضواً نافعاً يعيش في المجتمع، في الحصول على كافة حاجاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية، وحقه وأسرته في العيش وفق مستويات معيشية جيدة المستوى، هذا إضافة إلى حقه في الحصول على فرص العمل التي تفيده في تلبية متطلبات معيشته، وفرصة الضمان الاجتماعي