وصف الكتاب:
اهتم عدد من التربويين في العالم بموضوع تصميم التدريس، خاصة أؤلئك المتخصصين في تكنولوجيا التعليم، وخرجوا لنا بنماذج تحمل أسمائهم في هذا المجال، وتابعهم عدد آخر في الدول النامية، وكلٌ قلّد، ونقل، وجارى الغربيين دون إيلاء ظروف بلدانهم الخاصة أدنى اهتمام. فالمهم عندهم (وأعني المتأمركين في ثقافتهم ونهجهم وسياستهم) أن يُقال عنه بأنه “باحثُ” متخرج في الجامعات الأمريكية، وقد ساعدهم في ذلك أن بعض جامعاتنا اصطبغت بهذه الصبغة، لدرجة أنّ من يحمل منهم شهادة من هناك! فهي أفضل من الشهادة التي من هنا! حتى لو كانت من جامعتنا الأم للأسف الشديد سادت عندنا عقدة الأجنبي، وشعرنا بالنقص لمجرد أننا خريجو الجامعات العربية، مع العلم أنّ أعقد العلوم البحتة قد عُرّبت في بعض الجامعات العربية، فما بال التربية وعلومها! وهي أبسط بكثير من الطب مثلاً لا تجد مجالاً للتعريب فمقياس هذا الكتاب أو ذاك هو بعدد المراجع الأجنبية، مع علمي أن معظم هذه الأسماء للكتب هي لمجرد التزيين والتلميع، وإن رجع إليها فترجمةٌ ناقصةٌ غير معبرة ومفككة لا تعطي معنىً تاماً، وهذا ما لمسته في بعض المؤلفات الحديثة جداّ! إضافة إلى التكرار الممل والذي لا معنى له، إلاّ لتسمين الكتاب لا أدعي أنني امتلك الكمال والعلم، فأنا مقيّد هنا بخطة ليست بالمُنزلة، فهي مفصلة بطريقة لا تعطي الموضوع حقه من الفهم، فالعيب هنا ليس في الكتاب، بل فيمن أملى الخطة وكذلك فإنني لم أملأ نهاية كتاببي أو أثناءه بمراجع وهمية للتلميع، فهناك مراجع عربية. فما بالُها؟ وقد سايرتُ في فصول هذا الكتاب ووحداته خطة جامعة البلقاء – قدر الإمكان – وزدتُ في مواضع تحتاج إلى الزيادة، واختصرت في مواضع التكرار، آملاً أن يجد الباحث والدارسُ، والمؤلف العربي الكريم بغيته