وصف الكتاب:
إن الكتاب التالي هو عبارة عن مقدمة للبحوث وطرق إجرائها لطلاب البحث المبتدئين، والهدف بعد مقدمةٍ بسيطةٍ هو تناول بعض المواضيع والاتجاهات النظرية الأكثر أهمية والتي لها تأثيرٌ على البحوث التربوية اليوم، وبالتالي فإن الباحثين المبتدئين سيكونوا على الأقل قد سمعوا بهذه المواضيع والنظريات وسيكون لديهم خارطة مختصرة ومبسطة عن بعض أجزاء هذا المجال. لقد بُنيَ هذا الموضوع على الافتراض بأن الباحثين التربويين المبتدئين هم أشخاصٌ ذوو معرفةٍ وخبرةٍ عمليةٍ، فأي فردٍ يبدأ بالبحوث التربوية سيكون لديه كم هائل من سنوات التعليم، أضف إلى ذلك ثلاث أو أربع سنواتٍ من الدراسة الجامعية الموصلة لدرجة علمية مؤهلة في التربية، كما أن الكثير منهم سيكون لديه بضعة ــ أو حتى عدة ــ سنوات من الانخراط في التعليم العالي، والذي يعد مصدراً عظيماً آخراً للمعرفة حتى إن كان أغلبه ضمنيٌّ وغير مباشر، فهذا لا يقلل من قيمة تلك الخبرة. ولهذا فإن أي فردٍ مبتدئٍ في البحوث التربوية سيكون قد اكتسب المعرفة في أغلب الأنماط الأساسية للتعليم وسيكون قد خاض تجربة أنماطٍ وافتراضاتٍ مختلفةٍ والتي تشكّل أساساً لأشكال المعرفة المختلفة. ستكون لدى هؤلاء أيضاً أنماطٌ مختلفةٌ من “المعرفة العملية” فيما يخصّ التعليم والتعلّم، ولكن ما سيفقده الكثير هو فرصة إعطاء الانطباع أو التأمل بشكلٍ رسميٍّ في طبيعة أشكال التعليم المختلفة هذه وفي طرق تشكيل معرفةٍ جديدةٍ في مختلف الحقول (البحثية) وفي الافتراضات الأساسية التي يُبنَى عليها كلٌّ من المعرفة والبحث التربوي. يهدف هذا الكتاب القصير لملء بعض هذه الفجوات، أو على الاقل لتوضحيها بشكلٍ أفضلٍ، بهدف تحفيز طلاب البحوث التربوية للتأمل في هذه المواضيع وللبدء بسدّ ثغراتهم الخاصة. ما المقصود بالبحث؟ هناك العديد من التعريفات المتعددة ووجهات النظر المختلفة حول طبيعة البحث والبحث التربوي على وجه الخصوص. ومن بين هذه التعريفات المختلفة التعريف القصير للبحث التربوي أو أي بحثٍ آخر في أي مجال. إن أحد التعريفات المختصرة للبحث التربوي هو: “التحقيق المنهجي بقصد إنتاج أو إضافة معرفية جديدة.” ويحتوي هذا التعريف على ثلاث كلمات رئيسية وهي (التحقيق، الممنهج، الاضافة المعرفية). وسيتم تناول كل مصطلح بشيء من التفصيل.