وصف الكتاب:
إن التغيرات البيئية الحالية والمستقبلية ، دفعت المنظمات الصناعية إلى تطوير وتغيير رؤيتها وفلسفتها وسياستها ونظمها وأساليبها بما يتفق ومتطلبات القرن الجديد، وذلك من أجل سد الفجوة بين ما هو عليه منظماتنا الصناعية العربية وبين ما وصلت إليه المنظمات الصناعية العالمية للدول المتقدمة حتى يكون لها دورا بارزا في عالم الغد وبالتالي تسـعى منظماتنا الصناعية العربية إحداث تنمية صناعيـة ترفـع بها مستوى معيشة مواطنيها والتي تتطلب توافر بعض المستلزمات الأساسية مثل إجراء الدراسات الفنية والتسويقية والتنظيمية بالمسـتوى الدقيق الذي يكفـل تحديـد الصناعات التي ينبغي إقامتها أو التوسعات والتحسينات في الصناعات القائمـة وتحديـد الطاقة اللازمة لهذه المؤسسات الإنتاجية توافر الإدارة الراشدة والكفؤة والمؤهلة لتحمل هذه المهمة الشاقة استخدام جميع الإمكانيات المتاحـة من الموارد وكفـاءة تسـيير الطاقـات الماديـة و البشرية بغية تحقيق الأهداف و تجسيدها من هذا الإطار بـات الاعتمـاد على فاعليـات التنميـة الصناعية بآفاقهـا الواسعـة يشكل مطلبا أساسيا للدول العربية. وبالتالي فإن الجهود التي تبـذل في سيـاق التحـولات الاقتصادية والاجتماعية والمتمثلة في إقامة مؤسسات صناعية إنتاجية التي أملتها الرغبـة الملحة من طرف المسؤولين في النمو والتحول الاقتصادي السريع، تكون فاشـلة طـالما بقيت إدارة مثل هذه المؤسسات غير قادرة على مواكبـة التطـورات العلميـة والتقنيـة الحديثة في بيئة وظروف ملائمة للإنتاج ، خاصـة أن إدارة هذه المؤسسـات الإنتاجيـة بلغت درجة من التعقيد والتشـابك في هذه المرحلـة. لذا كـان لازمـا أيضـا الإلمـام بالنظريات والأصول العلمية المرتبطة بوظيفة إدارة الإنتاج التي تحتل أهمية خاصة بغيرها من الوظـائف الأخرى (التسويق، التوزيع ، المالية ، المشتريات…الخ) ، والدور الحيـوي الذي تؤديه في تحقيق أهداف المؤسسات والوحدات الإنتاجية من حيث التسيير الجيد لإدارة الإنتاج والاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمادية التي تؤدي بدورهـا إلى زيـادة الإنتاج والإنتاجيـة ورفـع كفاءتهـا عن طريـق استعمـال أسـاليب إنتـاج حديـثة ومتطـورة وفعالة من أجل حل ومعالجة المشاكل والظواهـر المختلفـة التي قد تعتـري كفـاءة أداء النظم الإنتاجية ، وتحول دون بلوغها للأهداف المرتقبة من هذا المنحى، وفي ضوء ما تقدم تتأسس أهمية هذا الكتاب على عدة اعتبارات متداخلة ومتباينة تتمثل فيما يلي محاولة إلقاء الضوء على موقع إدارة الإنتاج في الوسط الصناعي و الأثر الذي تتركه الوظائف الإنتاجية (مهام إدارة الإنتاج ) على الكفاءة الإنتاجية المساهمة في إثراء المكتبة العربية وتوفير ثروة من المادة العلمية المتينة التي تهم طلاب الجامعات والمتخصصين الراغبين من الاستفادة في هذا المجال الحيوي من مجالات المعرفة العلمية أما فيما يتعلق بملامح وتنظيم الكتاب ومحتوياته فقد تم تقسيمه إلى خمسة فصول أساسية حيث يتناول الفصل الأول إدارة الإنتاج وتطورها التاريخي، والذي هو بمثابة مدخل نظري للكتاب مبرزا التطور الفكري و التاريخي لإدارة الإنتاج ، وأهم إسهامات الإدارة الحديثة في تطوير عمليات الإنتاج ، والأهداف التي تسعى إليها هذه الإدارة ثم قمنا في الفصل الثاني بدراسة الكفاءة الإنتاجيـة و تنظيـم إدارة الإنتـاج، حيـث تناولنا فيه أهمية الكفاءة الإنتاجية ومقومـات تطويرهـا و تنظيم إدارة الإنتاج والهيكل التنظيمي لها وفي الفصل الثالث تطرقنا إلى دراسـة أثـر تخطيط و تنظيـم العمليات الإنتاجيـة على الكفاءة الإنتاجية، وقد تناولنـا فيه كفـاءة تخطيط الأنشطـة في العمليات الإنتاجية و كذا كفاءة تنظيم العمليات الإنتاجية بينما يتنـاول الفصل الرابع عرضا مفصلا لأثر الرقابـة والبرنـامج الإنتـاجي على العمليات الإنتاجية في تحقيـق الكفـاءة، وذلك من حيث كفاءة الرقابة على العمليات الإنتاجية، وكذا البرنامج الإنتاجي و دوره في تحقيق الكفاءة الإنتاجية وفي الأخير تم تخصيص الفصل الخامس للإنتاجية من حيث المفهوم وأساليب قياسها والمتغيرات والعوامل المؤثرة فيها وسبل تدعيمها