وصف الكتاب:
منذ إصداره الشعري الأول (اليد تكتشف) منتصف تسعينيات القرن الماضي، اكتشف عبد الزهرة زكي جملة شعرية خاصة به، جملة (عراقية) مستلة من التراث الرافديني، فارق فيها أقرانه الشعراء، وصيّرها دالة على شعره. فهو لا يجد حرجاً في تكرار جملته وإعادة تركيبها، بذات المعنى، أو بمعنى مجاور لها، وهذه فرادته، التي قد تبدو حشواً لقارئ تقليدي، فيما هي ليست كذلك، هو ماهر في معايرة قصيدته مع النصوص الخالدة تلك، لكن، بهمٍّ آنيٍّ، يحاكي الواقع الذي يستل مادته منه. قصائد ستهزُّ ضمائرنا طويلاً، معها سنحدّق في الظلام ولا نرى الليل، تتيبّس قطرات المطر لكنها، تظل معلّقة في الفراغ، ومعها ستكون قطرة الدم كبيرة على القميص. كان خلف النافذة ليل، وكان الليل أحمرَ.. هكذا، تكتب قصيدة عبد الزهرة زكي بغدادَ، في زمن هو الاخطر منذ عقود. ومع أن القصائد كتبت في الفترة بين عامي 2013-2018 كما يوثّق ذلك في نهاية الكتاب، إلا أنها تمنحنا فرصة معاينة بغداد أخرى، بغداد التي ظلّت تتنفس الخوف والبارود والدم قرابة عقد من الزمن. وهكذا، سنظل بحاجة استثنائية لقراءة كتابه (في هذه الحديقة السوداء) كواحد من أندر الشواهد على قبح الحروب.