وصف الكتاب:
ما تزال قضية الاستشراق تطرح المزيد من الأسئلة حول جذور الاستشراق وخلفيته التاريخية والدينية. فهل أن الفكر الاستشراقي الذي انبثق من عصر التنوير الأوروبي، وقدم صوراً نمطية عن الإسلام والعرب، ونظّر للاستعمار والتدخل في حياة الشعوب المغايرة للغرب ولتدمير ثقافاتها وأنماط حياتها، هو نتاج الفكر التنويري «الحداثي» «العقلاني» الأوروبي التمركز وحسب، أم أن جذوره تعود إلى بعض نصوص الفكر الديني المسيحي في القرون الوسطى وما بعدها، وهي نصوص لم تقلّ نمطية وتشويها للإسلام عن نمطية الكثير من النصوص الاستشراقية الحديثة؟ وهل أن الكلام على قطيعة فعلية حصلت بين الفكر التنويري الأوروبي الحديث والمعاصر، وبين التراث الديني المسيحي في العصر الوسيط، هو كلام واقعي أم أن هذا التراث ما يزال حاضراً بطريقة ما، في الفكر التنويري الغربي، وبخاصة في الفكر الاستشراقي منه؟ يبحث هذا الكتاب في الجذور الفكرية العميقة للرؤى الغربية الحديثة والمعاصرة عن الإسلام، وعالمه الاجتماعي والسياسي والثقافي، وبوجه خاص الرؤى التي عبر عنها الاستشراق. وهي جذور تضرب عميقاً في تاريخ الفكر الديني المسيحي، وقد عبرت عن نفسها في نصوص بعض اللاهوتيين والمؤرخين، المشرقيين واللاتين على السواء، حول الإسلام في العصور الوسطى، الذين ظل الكثير من الأفكار والصور التي وضعوها عن الإسلام حاضراً ويعاد إنتاجه في الفكر الاستشراقي الحديث والمعاصر. يتناول الكتاب الصور السلبية التي تكونت عن الإسلام في الوعي المسيحي الوسيط، ويحلل السياقات التاريخية التي تكونت فيها تلك الصور، لكن من دون الانسياق وراء إطلاق أحكام عامة حول الفكر الديني المسيحي في تلك الحقبة بوجه عام. يتضمن الكتاب أربعة فصول، فضلاً عن المقدمة والمراجع والفهرس.