وصف الكتاب:
متفجرة الأنوثة هي كبراكين أنثويّة متكدسة لا تهدأ أبد الآبدين , تغمر حممها المستعرة أراضي الرجال , فتختلج رمضاء الأفئدة , فتذوب ذوبان جليد مفاجئ , رغم أنّ فجوتها متلفعة بإزار الحياء الهفّاف – أو ما تبقى منه – إلا أنّه تنفجه عنها تضاريسها فريدة الجغرافيّة بين أطواد شمّّاء تزينها العلياوات , وهضاب وارفة , وأوديةٍ غنّاء , وسهولٍ منبسطة مدهامة , وأخوار كالجنان الزاهرة يعشقها من يهوى السفاري , بل تجبر الناسك بصومعته على مجالدة ضواري الخطوب وتقبّل نهش أنيابها , ما أعلاهما من جبلين أشمين ! تغازلهما أفلاك العلياء , تنحدر عليهما مراع ٍ تسع رجال العالم الذين لن يرعووا وسوف تمنّيهم أنفسهم أن يتسلقوا العَلَمين لينتزعوا الكُتل الجليديّة الصلداء التي تكسو القمّتين صونا لهما من سهام الأعين المصردة ولهاث الألسن الهيماء , قمتان لو أبدتهما لأشرقت الأرض بنورهما , وحجّ إليهما السياح من كلّ فجّ عميق , وصار خوفو من ذكريات الماضي التليد . ينساب بسفحهما سهلٌ وثير بض ًّ من المرمر لو أنّه ناعم , هذا السهل رغم ضيقه واستحصافه إلا أنك لا تصدّق أنه قامت عليه كبرى ملاحم التاريخ التي افترست فرسان صناديد .