وصف الكتاب:
عمان- يرى الشاعر الأردني محمد خضير أن بوصلة النقد ستبقى القادرة على توجيه دفة الكتابة نحو مسارها الصحيح، لافتا الى أن الشاعر لا يضيره امتطاء صهوة النقد إذا كان مستطيعًا، متمكنًا من أدواته، فالساحة الأدبية العربية شهدت ظهور العديد من الشعراء القادرين على محاكمة النص، والكتابة عنه، بعد أن قادتهم غيرتهم على المنتج الأدبي بصنوفه كافة. ويضيف خضير، في لقاء معه حول صدور كتابه “رجع الكلام- سياحة أدبية… وتأملات”، الصادر بدعم من وزارة الثقافة، أنه لم يصف نفسه في هذا الكتاب كناقد، بل هو لا يجد نفسه إلا في الشعر الذي هو عصارة الجمال والكلمة، داعيا النقاد إلى الانتباه للمبدع الأردني، وعدم تغريب النقد وملاحقة المعروفين، لأن المنتج الوطني يحتاج إلى رافعة نقدية وإعلامية، وإذا ما استمر ضوء المصباح في عهدة صائدي الشهرة، فإن ثقافتنا ستبقى محشورة داخل دائرة العتمة الثقافية. ويوضح خضير أن كتابه الصادر عن دار دجلة ناشرون وموزعون، عمان، يضم مجموعة من مقدمات كان قد كتبها لبعض الروايات والدواوين الشعرية، مشيرا الى ما دفعه إلى الكتابة عن هؤلاء المبدعين من الشعراء والروائيين، هو أنه ثمة عدد كبير من المبدعين الذين لا يتقنون لعبة التزلف للإعلام والنقاد، فبقيت أعمالهم رهينة العتمة التي أوجدها من يقبضون على أزرار المصابيح، فراحوا يسلطون الضوء على أسماء لامعة ومكرسة، بحثًا عن جسر يأخذ بأقلامهم نحو المجد والشهرة، متناسين كثيرًا من المبدعين الذين يستحقون مكانةً أخرى غير الظل. ويقول المؤلف إن هذا الكتاب لم يقتصر على بعض التقديمات، بل احتوى بين دفتيه؛ إضاءات لم تنشر من قبل، وهي نتاج الحظر المفروض من “كورونا”، وكنت استثمرت أوقات هذا الحظر بالقراءة والكتابة، ولم أنحز إلى جنس أدبي بعينه، ولا إلى مبدع بحكم المسافة بيننا، لكنها مجموعة من الإصدارات التي كانت تنتظر دورها على رفوف مكتبتي، وآن أوانها. كما ضم “رجع الكلام” مجموعة من المقالات التي حظيت “من قبل” بالنشر في مجلات وصحف معروفة، وإعادة نشرها في كتاب. ويقول خضير في هذا المنتج “كنتُ القارئ الناقد الذي امتلك الرأي المحايد، واللغة الوازنة للتطواف في مدائن الكتابة، وفك أسرار طرقاتها، من أجل رفد القارئ بملخص قادر على إغرائه حتى يطارد النص، ويصطاده”. ويشير المؤلف إلى أن اختيار العنوان هو عتبة أولى للدخول للمحتوى وجاء بالموازي “سياحة أدبية”، “فهي سياحة بحق، وتسجيل لشواهد راقت لي، وإبراز لمواطن الهنات والضعف الشحيحة. طالت هذه الرحلة، اللغة، والموضوع، والعنوان، ولم أطل في شرح ما قرأته، حتى يجد القارئ ما يقرأه داخل مجموعات المدروسين الذين هم في جلهم معروفون، لكنهم ما أنصفتهم أقلام النقد، ولا ماكينة الإعلام”. رئيس جمعة النقاد الأردنيين الناقد د. زياد أبولبن، كتب مقدمة للكتاب تحت عنوان “أما قبل..”، يشير فيها إلى أن هذا الكتاب يأتي في سياق المقالة وإن بدت قصيرة بعض الشيء، إلا أنها دعوة لقراءة مؤلفات عدد من المبدعين العرب في دواوينهم ورواياتهم وقصصهم وغيرها، والتحفيز على التفكير في فهم ما تقوم عليه تلك الكتابات، وتلك المقالات هي مقدمات لتلك الكتب؛ كان تناولها خضير بلغة يسهل على القارئ إدراك مراميها، ولا تخلو من حس شاعري، وثقافة واسعة تمتع بها. ويضم الكتاب، بحسب أبولبن، إشارات واعية بالعملية الإبداعية عند هؤلاء الكتاب، بل هي انطباعات أو كما أطلق عليها “سياحة أدبية… تأملات”، أو هي قراءات نقدية عابرة في زمن انشغل الناس فيه بمواقع التواصل الاجتماعي، واستسهال القراءة وقت ما ضاقت النفوس بالكتب.