وصف الكتاب:
اختلطت مسارات السياسة والإيمان، وتداخلت معاني الدين ومظاهر التدين، فغاب عن البشرية المعنى الحقيقي للإسلام ورؤيته ومعانيه. فالإسلام ليس حزبًا أو رابطة أو جماعة أو مصلحة أو موقفًا نتبناه اليوم ونتركه في الغد.. بل هو إيمان عميق بالله ووجوده وتسليم بمقاديره ومشيئته، وسعي لتنفيذ إرادة الله في الأرض بإعمارها بكل مظاهر الإعمار. ومن عجبٍ أن تجد اليوم ذلك الصراع بين من يُكَفِّرُونَ كل حداثة؛ بدعوى أنها بدعة فيرضون بالفقر والجهل والمرض والإرهاب والفوضى، ويُقنعون أنفسهم بأنها إرادة الله. وبين من يتنصلون من كل أصلٍ بدعوى أنه رجعية وتخلف ولا يصلح لزمانهم!! دون أن يدرك هؤلاء أن الإسلام ليس مجرد تقليد أعمى لعادات سلف في ملبسهم ومشربهم وحياتهم وطريقة تفكيرهم، وأن ليس كل بدعة ضلالة. ودون أن يدرك أولئك أن الإسلام جاء لإقامة دولة العلم، فكانت أولى كلمات الله فيه هي "اقرأ"، وأن عُشر آيات القرآن تخاطب العقل وعملياته بالتدبر والتفكر والتبصر والتأمل. وأن حضارة أوروبا في عصور النهضة لم تكن لتحيا لولا حضارة العصور الوسطى التي صنعها الإسلام. هكذا يقودنا المفكر الأستاذ "رجائي عطية" بين صفحات هذا الكتاب الرائع إلى عالم يسطع بالفكر والمنطق والبحث والتحليل لأفكارٍ ومعتقداتٍ ومواقفَ تفتح لنا الآفاق لفهم نوراني للدين. يمنحنا بعضًا من رؤيةٍ لما يجب أن يكون عليه تفكيرنا بعيدًا عن أفكار شاذة أساءت لنا كمسلمين، ضاع بسببها بعضنا بين تطرف تقديس التفسير وتطرف إنكار الماضي. كتاب ينير لك مسالك الفكر ويمنحك فهمًا للدين والحياة.