وصف الكتاب:
كان عسران والنعاس يغالبه في انتظار انتهاء الرجال من نزح ماء الحفرة, وعندما انتهوا هبط نحو الماسورة وبجواره أحد الشباب يحمل أدوات السباكة وحدثّ نفسه وهو ينفجر غيظا: "إن وجهاء القرية يقفون بعيدا عن الماء والطين بجلابيبهم النظيفة ويرسلون عسران المسكين لإصلاح الماسورة, عسران الذي يقدح ويكد لإطعام الكثير من الأفواه الجائعة. كم تمنيت أن يكون العمدة في مكاني الآن أو أن أتبادل الأدوار مع المدير بوجهه القبيح ويا حبذا لو انهال على رأسه أحد الرجال الأغبياء بالفأس على رأسه فيصرعه.. لقد فرّقوا بيني وبين عزوز أعز أصدقائي وجعلوه بجوارهم ليلتهموه فلا شك أن العمدة ووجهاء القرية ينظرون إليه وكأنه بقرة حلوب. إن هذه القرية نجسة وتستحق عقاب الله ربما يمهلها الله لأن بها الشابين الطيبين توفيق وراضي. حتى وإن كنت أعتقد أن توفيق هو الآخر نجس فهو مغرم بماريا المسيحية ذات الأقدام الجميلة..". انتهى عسران من عمله, وصفق له كل الأهالي وشكروه فتبدلت مشاعره فجأة وأحس بحب جارف تجاههم.