وصف الكتاب:
هنا دعوة للتاريخ أو لقراءة التاريخ ليس من منظور ديني بل من خلال معاملة النص الديني كوثيقة تاريخية لا أكثر.. الكتاب بحث في إسقاط الصفة الإلهية عن شخصية تاريخية مهمة ما يزال النقد والدراسات تبحث في دهاليزها وقدّم وجهة تحليلية تفتح أبواب للنقاش المغاير خصوصاً وأن الأستاذ تركي موّال قام بتصويب الكثير من الأخطاء المتداولة عند الباحثين.. جاء في التقديم للكتاب.. : " هيرودوت "أب التاريخ" هو أول مَن قال: وظيفة المؤرخ/الباحث، تتضمن حتماً نقداً لمصادره، وبالتالي جعلَ من ذات التاريخ مادةً للتحليل. إن من علامات الحضارة الحيّة – أقصد تلك المجتمعات الموجودة الآن ـــــــــ حسم التاريخ العام والاتفاق عليه لزوماً لا يحمل احتمال التزوير والتزييف كنقاطٍ بعيدةٍ في ماضٍ واضحٍ يحمل تفسيراً لحاضرٍ حيٍّ تعيشه تلك المجتمعات المتقدمة، في حين بقاء التاريخ اليومي ــــــ شخصيات أبطال ذات التاريخ ــــــــ تحت مجهر التدقيق والقراءة والتحليل. أما المجتمعات البائسة فما زالت ترزخ تحت إشكاليات تاريخها، الاختلاف عليه، تكذيبه، ذلك التاريخ العام، واليومي أيضاً.. لذلك صار البحث ضروريّاً، عن الدراسات الموضوعية العلمية في مواد تاريخنا.. هنا، الحاكم بأمر الله، شخصية الجدل الدائم التي استطاعت عبر الزمن الوصول إلينا بتناقضٍ مبهرٍ من شقين، أولهما: إنه الداعم الأكبر لدخول النهج الفلسفي على البحث الديني وتفسير آيات القرآن تفسيراً باطنياً، مما زعزع سريرة بعض علماء الدين و أنتج من غضبهم فتاوى عدة قديماً وإلى يومنا هذا.. تُكَفْرُ وتزندق مذهب التوحيد. وثانيهما: إنه الطفل الحاكم و الغائب بعد حين، و المُشرع المستند إلى القرآن في بناء دولة كبرى يُنادى باسمه فيها خليفةً لكل المسلمين قاطبة. نحن أمام كتابٍ بقلم الأستاذ الباحث تركي موّال يحمل طابع الدراسة الموضوعية المسنودة بالمصادر والمراجع، والغنية بالتحاليل العقلية، والحاملة لتصويبات كثيرة في زلل أقلام عدة وقعت بالخطأ على الخطأ بعد أن أخذت بمرجعياتٍ عدّة دون البحث عن مصادرها .. التاريخ لا يُقرأ، بل يحلل.. قاعدة صارت ضرورية لفتح نافذة في جدار هذا الجهل المرعب بالتعامل مع الماضي ودحر مبدأ المشافهة، والنقل عن لسان فلان لفلان.. نحن بحاجة منهج عقلي يُجيد التعامل مع ما لدينا من وثائق ويجد الطريق إلى حاضر أوضح ومستقبل أقل غموض. الناشر بقلم: فواز عزام