وصف الكتاب:
ليس أدلّ على أهمية هاروكي موركامي أكثر مِن تلاعبه الذكيّ بالزمن كأن يطعن الذاكرة بالتوقف في حين اقتناصه لأثر الذكرى المدوّيّ. صانع الرّيبة هذا الكاتب. يخنقُ الدهشة بالسؤال. وفي هذه القصة الطويلة بالذات وعبر درسٍ من العيار الثقيل يقول فيه: السرد" المفتوح" ــ ما يمكن أن يقال عن اللغة الميتة في الرواية ــ لا يقتل القصة إذا أتقنتَ نقش الحكمة اليابانية القديمة: من لا يملك الريّبة في ماضيه لابد أن يكون نسي العيش بالأصل. أمام هكذا فضاء هائل لكاتب إشكاليٍّ، يُعدُّ آخر المتخفين برداء الوجوديّة القلقة.. أعلن " عدنان عزام" المترجم الجريء" بدء عمله الأول حاملاً فردية هاروكي موركامي مطوعاً لها بما يناسب حياة الجميع .. طعنة الذكرى، ورائحة الانشداه لحدث ربما وقع بحياة الكثيرين. لقد نجح عدنان بتعمقه الواعي لخلطة القلق المركب عند الكاتب بنقل قصة غاية في الصعوبة.. لتعلن عن ولادة مترجم ــ على ما أظن ــ سيميّزه عن غيره في القادمات فهمه التام : لمجاز الواقع.. فالتشكيل لأي فاهمٍ للحاضر: هو مجرد طعنة.. لا يمكن أن تغدو لوحة بإطار. وهذا ما أراده هاروكي موركامي من قتلٍ للذاكرة وإحياءً للذكرى.