وصف الكتاب:
من الكتاب: "استيقظت قبل شروق الشمس بقليل. صار جو المقعد مملاً، فتسللت بمعطفي الصوفي إلى القرية الساكتة المتجمدة لأشاهد شروق الشمس. الشـكر لله، فقد كان الجو جميلاً. عثرنا على نبع قديم مدهش قرب الخان، فوقفت في الثلج أراقب شروق الشمس وأبتهل إلى الله شاكرة له هذا الجو الهادئ الذي يخلو من العواصف والمطر والثلج. كان خدمي نائمين في الخان، هم والحيوانات تحت سقف واحد. أفطرنا عند الشيخ شاياً و( شْراك )[1]وكشكا ودبسا. أما الأخير فمصنوع من عصير العنب، وقد أحببته كثيراً. ركبنا بمرافقة أحد أبناء الإخوة، اسمه فايز، وقد غداً مرافقا لنا، وأصبحنا صديقين. مررنا أولا قرب اسعنا. ومررنا قبل اسعنا بوادي بوسان العميق وفيه مطحنة. كانت اسعنا قرية مزدهرة، رأيت فيها ساكفاً فوق أحد الأبواب عليه زخارف ورسوم جميلة – عناقيد عنب ومزهرية. ثم توجهنا إلى الشبكي، وهي قرية مثيرة للدهشة مليئة بالكهوف، كما رأيت عموداً مكسوراً. ثم انتقلنا الى الشريحي، حيث تغدينا في الوادي تحتها. وبعد ذلك وصلنا رامي، القرية الواقعة على حافة واد عميق. وقد غصنا في الثلج والماء والجليد أكثر من ساعة ثم غادرنا المنطقة الشتائية وتركناها خلفنا لنسير على الحافة الشرقية لجبل الدروز. في الأسفل تحتنا كان يمتد إلى الأفق البعيد سهل الحرة الواسع. وهو سهل منبسط وأسود لأنه مغطى بالحجارة والصبات البركانية. وإلى الشمال والجنوب قمم بركانية أشبه بجزر في بحر شاسع. مررنا بالقرب من العجيلات المتربعة على قمة عالية، ثم توجهنا إلى أم رواق الكائنة على الحافة الأخيرة من جبل الدروز. هنا نصبنا مخيمنا، وكنت أرى من باب خيمتي كل تلك السهول الممتدة نحو الشرق. رشراش، شقيق فايز هو الشيخ هنا، وله ولد لطيف اسمه أحمد[2]ذهبت برفقته إلى المقعد وشربنا الشاي. وأخبرني الشيخ بوجود آثار عديدة في الحرة أما في الحماد فلا يوجد شيء سوى الأعشاب والبدو في الربيع ولا يوجد أي بناء حتى بغداد. [1] -شراك ، بتسكين الشين ، خبز الصاج باللهجة البدوية. [2] - في الحقيقة أحمد هو ابن سليم نصار شقيق رشراش الأكبر، وقد أصبح أحمد شيخا لقريته بعد عمه رشراش. المرجع: حديث مع السيد مزيد نصار - أم رواق 6 / 8 / 2007