وصف الكتاب:
لو أن مؤرخًا حصيفاً أراد توثيق اللحظة الفاصلة التي بدأتْ فيها الرَدَّة التحول من طفلة صغيرة إلى صبيّة ناهدة، من قرية فقيرة إلى مُدَيْنَة شامخة، فلا أظنه سيجد أنسب من افتتاح محطة بترول "شل" فيها. فظهور هذه المحطة خلق حركة تجارية حولها، وامتلأت المساحة شيئًا فشيئًا بمحال بيع مواد غذائية، ومطاعم، وصالونات حلاقة، ومحال غسل وكيّ ملابس، وأدوات قرطاسية، ومحال أعلاف، وصولًا إلى مصنع الثلج، ومجمع النور للمواد الغذائية، لتغدو الرَدَّة اليوم مدينة كبيرة تكتفي ذاتيًا بما فيها من أسباب للحياة، دون الحاجة القديمة للذهاب لسوق صحم. هذه المحطة ستكشف في بدايات افتتاحها شيئًا من طبائع الرَدَّة. صحيح أنها حنون على اليتيم، مضيافة للغريب، متواضعة لمن خفض لها الجناح، إلا أنها ذاتُ أَنَفة، معتدة بنفسها، لا تصمت عن الإساءة ولا تنساها ولا تترفع عن الرد عليها، وآاااخ من رد الرَدَّة!.