وصف الكتاب:
فإنَّ السُّنَّة النَّبويَّة هي الوحْيُ الثَّاني ، و هي مصدرُ التَّشريع بعد القرآن الكريم ؛ لقول النَّبيِّ : ( أَلَا إنِّي أُوْتِيْتُ الْكِتابَ و مِثْلَهُ مَعه ) ( ) .. و قد ضمنَ اللهُ تعالى لها البقــــاء ؛ ببقاء القرآن الكريم الَّذي فيه البيان من الرَّسول ؛ قولاً و عملاً و تقريراً ، حيث قال تعالى : ( و أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيْهِم و لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُون ) ( ) . و مكانةُ السُّنَّة عظيمةٌ في الأحكام الشَّرعيَّة ؛ و بخاصَّةٍ ما لم يرد ذكره في القرآن الكريم في سورةٍ واضحةٍ .. و للإمام الشَّافعيِّ – رحمه الله تعالى – رأيٌ حول هذا الموضوع : حيثُ يرى أنَّ ما ورد في السُّنَّة ، فهو ممَّا فهمه رسولُ الله من القرآن الكريم ( ) ... و قد دُوِّنتِ السُّنَّة ، واهتمَّ بجمعــها الإمام ابن شهاب الزُّهريُّ بأمر الخليفة الرَّاشد / ( عمر بن عبد العزيز ) على رأس المائة من الهجرة ... و قد ظهر علم الجرح و التَّعديل ؛ مبالغةً في حفظ السُّنَّة النَّبويَّة من دخول ما ليس منها . ولا شكَّ أنَّ الأمَّة الإسلاميَّة من أسبق الأمم في علوم الإسناد و الاهتمام بالمرويَّات ؛ فقد وُضِعَتِ المســـانيدُ و السُّنن ، و مُيِّز الصَّحيحُ و الضَّعيف ، و المقبولُ و المردود من الأحاديث ... و قد رأيتُ أن أضعَ مؤلَّفاً موجزاً لطلَّاب العلم المبتدئين ؛ مراعاةً لمستوياتهم العلميَّة ، و قدراتِ بعضهم الاستيعــــابيَّة ؛ فرجعْتُ إلى مصـــادر مصْطلــح الحديث ، و جمعْتُ منهــــا حصيلــــةً مناسبةً ، و سمَّيتُها : ( رياضُ الباحثينَ في اصطلاحِ المحدِّثين ) .