وصف الكتاب:
يُعَدُّ انفجارُ الخلافِ السنِّيِّ الشيعِيِّ وصراحةُ التعبير عنه، في غير بلدٍ، إشارةً ساطعةً إلى بلوغ التمزق في نسيجِ مجتمعاتِنا العربيةِ والإسلاميةِ مدىً بعيداً، وإلى توسعِ رقعةِ "الآخر" في الحياة والثقافة العربيتَيْنِ والإسلاميتَيْنِ على ما أشارَ، ذات مرةٍ، الكاتب التونسي صالح بشير) ). ولكي نقدر حجم هذا التطورِ المؤلمِ، يكفي أن نقيسَهُ بالتكتمِ والإغفالِ اللَّذَيْنِ خَضَعَ لهما طويلاً كُلُّ كلامٍ في تباينٍ، أو تفاوتٍ، بين أتباع "المذهبَيْنِ المسلمَيْنِ". فالحالُ أنَّ ثقافَتَنَا، التي تتحايلُ على مشكلاتنا بالإنكارِ والتجاهلِ، تتحملُ مسؤوليةً كبرى عما آلت إليه الأمور. ذلك أننا بدلَ أن نواجهَ المشكلةَ على حقيقتِها - وغنيٌّ عن القولِ إنَّ المعرفةَ شرطُ المعالجةِ الشارط - آثرنا اللجوءَ إلى عبارةِ "كلنا إخوان" الشهيرةِ.