وصف الكتاب:
لم تنتهِ رواية سعد سعيد (ﭬيرﭼوالية) في جزئها الأول، بل أكمل تلك الحكاية الغريبة بجزأين آخرين، ثانيهما (آيو) ليختمها في هذا الرواية الثالثة (فيث)، وبذلك يشكّل سعيد سلسلة من المصفوفات الروائية الرقمية، ابتداءً من إجرائه حواراً الكترونياً تواصلياً مع شخصيات عدّة، ليمهّد بذلك لحلقة كاملة من التحوّلات الفكرية التي طرأت على شخصيته المركزية في الرواية (أنس حلمي)، ذلك الكاتب الذي دخل في عالم المصفوفات الرقمية من دون أن يعرف، لكنه في النهاية يكتشف أنه كان لعبةً بيد مؤسسات كاملة، مؤسسات غير موجودة إلا في عالم متخيّل، أخرجه من واقعه إلى عوالم أخرى من الصعب السيطرة عليها. خاض سعيد في تجربته الروائية هذه غمار حياتنا الجديدة التي لم نفهمها حتى الآن، ليصل في هذا الجزء من السلسلة الروائية إلى مقولة حتمية في الحياة الإنسانية، وهي أن الإنسان يجب أن يتغلّب على الآلة، حتى وإن كانت تلك الآلة غير حقيقية، أو مصفوفة تتحكم بعالم دخلنا فيه بإرادتنا، ولم نتمكن من التخلّص منه إلّا بالعودة لإنسانيتنا التي فقدناها، حين فقدنا تواصلنا الحقيقي، وانغمرنا بتواصلٍ وهمي، كنّا نعتقد أنه يشكل عالماً بديلاً.