وصف الكتاب:
من جبلة بن بن الأيهم إلى جورج فلويد، ومن آدم وتفاحته إلى طوابق من جثث الشباب الحالمين. هكذا تتمدّد قصائد الشاعر، وتأخذ ملامحها الدلالية والأسلوبية من تناصاتٍ شتى: من الموسيقى، الشعر، التاريخ، الرسم، الأساطير، الأديان. ومن اليوميّ، والهامشيّ، والمزدرى. من كرة القدم أو دخان المفخّخات. قصائد تسخر من حماقات التاريخ ومصادفاته ومآسيه، وتستهجن حاضراً يستبدُّ به اللصوص والنكرات والقتلة. يغترف أيهم العبّاد موضوعاته من اليوميِّ المشوب بالحيرة ومن النفسٍ المزحومةٍ بالرضوض والكوابيس، ليجسد ذلك كله بإيماءاتٍ إلى ماضٍ مشكوكٍ بعدالته، أو حاضرٍ مخيّبٍ للآمال، ولا يصلح حتى للذكرى.. تناصّاته وإيماءاته الصادمة، رغم ما فيها من بهجةٍ وأدهاشٍ ومحبةٍ، لا تُقتلع من ذاكرةٍ مرفّهة. ولا تسعى إلى اقتطاف دهشةٍ لا تعمّر طويلاً، بل للتعبير المرير والملتبس عن حاضرٍ لا يستحقُّ إلا الهجاء والاستخفاف. وها هو الشاعر يؤدّي دوره بامتياز: يعمل سائقَ تكْ تكٍ، بالمجان، بين بغداد والجنة، أو ينشر، على حبلٍ من اللغة، أكثر المعاني شراسةً ونبلاً..