وصف الكتاب:
تتأسس حكاية الرواية المركزية على الراوي، مصادفة، بأرملة ألمانية تعنى بكلبها،تجلس إلى جواره،ذات يوم، على مقعد خشبي،في حديقة مخصصة للكلاب،اتخدها محطة لنفسه،يوميا، بعد ممارسته لرياضة المشي،وسرعان ما تتوثق العلاقة بينهما،على امتداد مايقارب سنة كاملة، إلا أنها علاقة قلقة، إذ إن للمرأة خطوطها الرئيسة التي لا تحيد عنها، بيد أن بطل الرواية العصي على الاندماج، ولا يستطيع التفاعل مع عوالمها، كما إنه لا يستطيع الفكاك عنها، بحكم ظمئه إلى الآخر، بيد أن هذا الآخر يحاول فرض شروطه الحياتية عليه، من دون جدوى. وتبلغ الحكاية الذروة، عندما يكتشف البطل أن صديقه الألمانية الشقراء هي حفيدة أحد المقربين عند هتلر، ما يجعله يتخوف منها، لاسيما عندما يعلم أن لديها مخطوطا بخط جدها عن الأيام الأخيرة لهتلر، إذ إن الخوف الذي يعيشه في بلده يندلع في روحه، ويدفعه للضغط على هذه المراة لتسليمها إلى الجهات المسؤولة، خشية أن تمسه العقوبة، فيما إذاتم اكتشاف أمر المخطوط الذي تسلمه السيدة إلى أولي الأمر، إلا أن حالتها النفسية تتأزم،لأنها خانت الأمانة المسلمة إليها جيلا عن جيل،لربما نتيجة عدوى خوف السوري من قوانين بلاده، ما يدفعها إلى الانتحار ،ومن ثم نفوق كلبها روكي الذي يريد نقل رسالة ما إليه، كصديق وحيد لها، إلا أنه لايفهم شيفرات الرسالة ما يؤدي إلى توقف قلبه عن النبض. تستفيد الرواية، في جزء قليل، منها، من المذكرة، والسيرة، ولكن ضمن لعبة فنية، ومعادلة مرسومة، وبلغة جد مقروءة، بعيدة، عن التقعير، وهو ما يؤهلها للقراءة من قبل أوساط واسعة، وإمكان ترجمتها للغات الأخرى، لأنها رواية تطرح قضية جد مهمة لم تتناول من قبل من هذا المنظور.منظور المفارقة بين الشرق و الغرب، من خلال استحضار العلاقة مع عالم الكلاب الذي لم يطرح من قبل من خلال هذا المنظور.