وصف الكتاب:
الطفلة الأبدية للسرد دراسة محمد رمصيص 200 إن كثافة القصة القصيرة لا تقتصر على البنية والشكل ولكن على القضية والحدث واللغة والصورة القصصية كذلك، طامحة لقول الكل من خلال الجزء..مسار ما أن استقرت ثوابته حتى دفع بالقصة القصيرة إلى تنويع روافدها لتستجيب لاحتياجات القراء الاجتماعية والجمالية والنفسية..مآل فرض عليها الاتشاح بوشاح مدارس متنوعة بدءا من الرومانسية فالواقعية مرورا بالرمزية و التجريبية كإطار جمالي حملها على الانفتاح على حقول معرفية مجاورة كاستعارتها للوحة التشكيلية واللقطة السينمائية والمشهد المسرحي وما شابه ذلك. وهذا الأفق الجمالي المفتوح بالضبط هو الذي جعل من القصة القصيرة جنسا أدبيا متوترا يجمع بين المتباعد ويقرب بين المتنائي كجمعه للشعر بالنثر وقصر المبنى بامتداد المعنى..رهان لم يكن من الممكن تحققه لو لم تتحرر القصة القصيرة من بنيتها التقليدية كانشغالها بالحبكة القصصية المغلقة ولحظة التنوير..الأمر الذي جعلها تنصرف لسؤال الكتابة نفسه أي جعلها من الشكل نفسه إطارا دالا وذا معنى..ونقصد بذلك اهتمامها بالتشذير والتقطيع والجملة المبرقة والمعنى الهارب علها تقبض على معان ظلت منفلتة.