وصف الكتاب:
لو تنطقُ الرحمةُ أو يكون لها شكلٌ آدميّ لقلتُ: هذه أمي.. طفوتُ على نهرِها مثل ورقةٍ خضراءَ فكانت تحميني كلّما نتأتْ الصخورُ في طريق طفولتي. شربتُ من نبع حليبها عسلاً إلى أن غصّ فمي بالعذوبةِ، وكنتُ أصعدُ باتجاه الضّوء متسلّقاً ظهرَها الذي انحنى أمامي جسراً لأعبرَ فوقه نحو غابةِ الاكتشاف. بأصابعي الصغيرة تشبّثتُ في جدائل شعرها محتمياً من السقوطِ، وهي تعبرُ بي في الريح وسط حقولِ المطرِ وشدائد الأيامِ. كلُّ جرحٍ يطيبُ إنْ مسحتْ بيدها عليه ويفْنى، كلُّ دمعةٍ تجفُّ إنْ ابتسمتْ في عيوني أو قبّلتني لأنامَ. وأنا الشّقيّ كنتُ أقفزُ جاهلاً بين الحفرِ، أسقط كلَّ يومٍ وهي تسعفني لأنهضَ في تحدي الحياةِ
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني