وصف الكتاب:
يعتبر أغلب دارسي تيوفيل غوتييه أنّ رواية الرّوحانيّة التي ظهرت في بدايات سنة 1866 من أهمّ نصوصه الأدبيّة، ومنهم من يَعُدّها إنجيله الرّوحيّ الخاصّ تمييزا لمكانتها بين مختلف أعماله الأخرى، لا لأنّها آخرها فحسب، بل لأنّها توليفة جامعة لكلّ تجاربه الحياتيّة والفكريّة والرّوحيّة. تنتمي هذه الرّواية إلى قائمة طويلة من الرّوايات التي ظهرت في فرنسا في القرن التّاسع عشر، والتي عبّرت عن الموجة الرّوحيّة التي ألهمت أهمّ كتاب هذه الحقبة من مثل بلزاك ونرفال وبودلير ورمبو. وهي من هذه النّاحية حالة صوفيّة حقيقيّة اُستُضيف فيها المتعالي بتقنيات الكتابة؛ من استعارات ورموز وأحداث سّرديّة، وهذا وجه من وجوه الحداثة الأدبيّة الغربية. وتعكس، أيضا، ردّة فعل كاتب أرهقه، في آخر حياته، ابتذال عصره، فسعى يبحث عن جمال مثاليّ مترفّعا ومؤمنا بقوّة الفنّ وسموّ مكانته، فتمثّله في شخصيّة "غي دو ماليفار" الكاتب العاشق الذي يَفْنى، في نهاية رحلة عجيبة، مُتّحدا بمعشوقه وملتحقا بعالم غيبيّ كان قد استبقه إليه.