وصف الكتاب:
وقعت معركة حطين في تاريخ (15 ربيع الآخر سنة 583 هـ) وانتهت بهزيمة الصليبيين واسترداد القدس للمسلمين ولكن هل تم استثمار واستغلال هذا النصر وماذا جرى بعد معركة حطين؟ يجيب حسن الأمين: (١): كان من المفترض مواصلة الكفاح لتحرير كل فلسطين والبلاد الإسلامية لكن المنتصر صلاح الدين الايوبي ذهب للتوسل لعقد هدنة ومعاهدة (الرملة) للسلام. فاستغل الصليبيون هذا الطلب واشترطوا عليه إعادة الكثير مما اخذه ليتم عقد اتفاقية الرملة مع صلاح الدين الايوبي في 21 شعبان 588 هـ معيداً إليهم من يافا الى قيسارية الى عكا الى صور، وبدلاً من متابعة الحرب، واضعاً يده في يد الخليفة الناصر العبّاسي لطرد الصليبيين آثر مصلحته الشخصية في بسط نفوذه على بلاد الشام، بعيداً عن نفوذ الخليفة، أو تدخّله في شؤون تصريفه لأُمور مملكته هذه. (٢): استغل طبيبه اليهودي موسى بن ميمون مكانته عنده ليمهد لدخول اليهود لفلسطين عبر الطلب من صلاح الدين ان يسمح لليهود الحج لبيت المقدس و في عام 1190م - 586 هـ أصدر صلاح الدين مرسوماً دعا فيه اليهود إلى الاستيطان في القدس، وكان الصليبيون أثناء فترة احتلالهم للمدينة قد حظروا على اليهود الإقامة فيها. (٣): بعد رضوخ صلاح الدين لشروط الصليبيين قاموا بالاستعداد مره أخرى للانقضاض وهذا ما حصل فعلا بعد موت صلاح الدين الايوبي. (٤): الجنوح للسلم: لماذا جنح صلاح الدين إلى السلام مع الصليبيين؟ يجيب الأمين لأنه طالب سلطة وملك وطموح لمجد شخصي فأراد بالسلم ان يضمن جهة الصليبيين ليتفرغ للجهات الإسلامية الأخرى. (٥): كان نور الدين زنكي، قد طلب إليه أن يزحف من مصر، في حين يزحف نور الدين من الشام، ويحاصرا الصليبيين بين الجيشين ممّا يسهّل القضاء عليهم، فأبى ذلك صلاح الدين؛ لأنّه اعتقد أنّه إذا زال الصليبيون أصبح تابعاً لنور الدين، ولمّا أدرك أنّ نور الدين عازم على القدوم بنفسه إلى مصر ليؤدّبه، احتمى منه بالصليبيين، كما نصّ على ذلك: ابن الأثير وأبو شامة وابن العديم وغيرهم. ثم وقف صلاح الدين الموقف نفسه من الخليفة الناصر، فرفض قدوم جيش الخلافة لقتال الصليبيين والقضاء عليهم؛ لأنّه اعتقد أنّه سيصبح والياً من ولاة الخليفة تابعاً له ومتعللا بان جيشه تعب ومتململ الحروب. (٦): يضيف الكاتب حسن الأمين أن الطامة الكبرى هو تقسيمه بلاد المسلمين إلى دويلات وجعلها ميراثاً لأولاده وأقربائه وكأنها ملك خاص والذين تنازعوا واستعانوا بالصليبيين على بعضهم البعض وأن ولدي أخيه العادل وهما الكامل والاشرف قد سلما الى الصليبيين القدس نفسها سنة 625 هـ. (٧): يذكر الكاتب بما فعله صلاح الدين أنه قضى على الدولة الفاطمية في مصر، وأباد المكتبات العظيمة التي أنشأوها.