وصف الكتاب:
نبذة الناشر: النصرانية ليست هي نفسها المسيحية ! .في اعتقادنا أن الإسلام أخذ التسمیة »نصارى« عن إحدى النسخ الآرامیة أو السریانیة. ففي نسخة البسیطة הפשיטתא ̄الآرامیة، نجد التسمیة נצריא )نصارى(، مقابل التسمیة العبرانیة في النص ذاتھ נצרים )نصریم(. أما المسیحیون فیسمون بالآرامیة، في النص ذاتھ )יא:כו( כרסטינא )خرسطینا: من خرستوس - مسیح بالیونانیة(، مقابل משיחײם )مشیحییم( العبریة. .لم یتفق آباء الكنیسة على تسمیة موحدة للنصارى، كما سنرى. والمصطلح بحد ذاته مليء بالتداعیات وسوء الفھم. الإسلام، من ناحیة أخرى، لم یمیّز بین مسیحي ونصراني. فكیف یمكن أن نترجم كل تلك التسمیات المتنوعة عند آباء الكنیسة بمصطلح نصراني - أو نصارى - القرآني؟ .لیس القرآن دعوة نصرانیة ولا الإسلام بدعة نصرانیة لأسباب كثیرة، سبنحثھا في طیات الكتاب . إن التسمیة القرآنیة تبعث على الكثیر من الحیرة. فإذا كان أحد التفاسیر لتسمیة بولس في »سفر أعمال الرسل« (5:24) أحد أئمة شیعة النصارى یحمل على الأرجح طابعاً سلبیاً، حیث سماھم أعداؤھم نصارى لأنه لا یمكن أن یسموھم مسیحیین ففي ذلك إقرار بأن یسوع ھو المسیح، فنحن لا نفھم كیف یعترف القرآن بأن عیسى )یسوع( ھو المسیح »روح الله وكلمته، ومع ذلك یصر على أن یسمي أتباعه »نصارى« !؟ . إن أقدم إشارة وثائقیة إلى شخص یدعى »نصراني« إنما نجدھا في العھد الجدید، وھي تد ّل على یسوع لكننا لا نجد ذلك في كتابات بولس، التي یُقَر عموماً بأنھا أقدم ما في أسفار العھد الجدید، تماماً مثلما أننا لا نجد التسمیة »مسیحي« ( التي لا نجدھا إلا في سفر أعمال الرسل 26:11؛ 28:26؛ وفي رسالة بطرس الأولى 16:4. ) كذلك فإن أقدم إشارة إلى طائفة النصارى إنما ترد أیضاً في سفر أعمال الرسل 5:24. وفي حین یمكن المجادلة بأن التسمیة ھناك اخترعھا المحامي ترتولیانوس لأجل المناسبة ، یجب النظر إلى ھذا كاحتمالیة ضعیفة لیس إلا. ھنالك حدیث قدیم قدم ترتولیانوس ( یقول إن نصارى كان اسماً قدیماً للمسیحیین، ویُدعم زعمه عن طریق أقدم التسمیات في اللغات السامیة المختلفة. لكن ما من حاجة إلى تفكیر عمیق كي نعرف أًنّ اسم الطائفة جاء من اللقب Ναζωριοξ / Ναζαρνοξ نَزَریوس / نزرینوس الذي یبدو واضحا أنه أطلق على یسوع منذ بدایة رسالته العلنیة.