وصف الكتاب:
تحاول ريتا فرنسيس في هذه المجموعة اقتناص لحظات مختلفة من الحياة والذاكرة ووضعها في إطار يبرزها بقدر ما يظهر عيوبها. هي لا تحاول على الإطلاق أن تضفي جماليات مصطنعة على اللوحة القصصية التي ترسمها، فلا تستخدم مثلاً ألواناً براقة خادعة أو ريشةً رقيقةً وناعمة. على العكس تماماً، إنّها تتقن في المواضع الحرجة الرسم بالسكين حتى لو خدشت بياض اللوحة، لتخرج بعض اللحظات المقتنصة عارية، مجردة إلا من دلالتها الإنسانية. اللوحات القصصية التي ترسمها فرنسيس في مجموعتها الأولى تبدو قريبة من القارِئ لا بمواضيعها فقط التي هي- في النهاية- قصصنا جميعاً بل بلغتها البسيطة سهلة المنال والبعيدة تماماً عن الغرابة أو التقعير. إنّ الحدث، الشخصية، واللحظة المقتنصة في سياقها هي ما تراهن عليه ريتا فرنسيس في لوحتها القصصية والتي غالبا ما تنتهي كقارِئ من التأمل فيها دون أن تخلص إلى نتيجة محتومة المفاد.. معظم نهاياتها مفتوحة ليس على المجهول بل على الواقع الذي يمكن أن يكتنف كل التفسيرات الممكنة. محمد برهان