وصف الكتاب:
"....... في كتابه الشهير "غرف الصدى" يحذّر كاس سانستاين من أن المجتمعات الصحيّة لا تعتمد حصرًا على حريّة التعبير كي تبقى وتزدهر، بل هي عنده بحاجة ربّما أكثر إلى الخروج من صناديق المجموعات المنغلق كلٌّ منها على ذاته (أسماها المجتمعات المسوّرة)، والانخراط في خبرات جماعيّة مزعجة أحيانًا عن القضايا والأشخاص والأفكار التي يتداولها الآخرون. في عالمنا العربيّ، فإن مسألة التجرؤ على الخروج من وراء الأسوار وتقبل وجود الآخرين ناهيك عن تقبّل أفكارهم المختلفة عن العالم ما زالت حلمًا عصيًّا بعيد المنال، حيث تكاد الأغلبيّة الساحقة تعيش - وترتاح للعيش - في مجموعات لغويّة وقوميّة ودينيّة وعرقيّة وثقافيّة منفصلة ومنعزلة كرّستها حدود رسمها المستعمرون قبل أكثر من قرن كامل، فصارت هويّات فائضة مختلقة فوق كل رصيدنا المتراكم من هويّات التشظي الأخرى.... " - من مقدمة المؤلفة ".... وطبعاً، هذا الفهم مستحيل من دون صناع المعرفة، الذين علينا، في هذا العالم الذي يزداد تسطيحاً يوماً بعد يوم، أن نعثر عليهم وسط أكوام هائلة من الغبار والتراب. وهي مهمة صعبة، نعتقد أن ندى حطيط استطاعت تحقيقها في كتابها هذا إلى حد كبير. فقد التقطت تلك النصوص التي تدفع الناس نحو الفعل "خارج المألوف والمدجَّن والرمادي"، وهي نصوص خلافية وجدالية بالضرورة. إنها نصوص تدفع بالعجلة إلى أمام، ولو أن تأثيرها الحاسم قد لا يبين إلا بعد سنوات طوال، مع تفاوت القيمة الفنية والجمالية بين هذا العمل وذاك. ويسلط الكتاب أيضاً الضوء على أعمال تُلقي حجراً في البرك الساكنة، "وتستفز القارىء، وقد ترغمه على التورط في تجارب سحرية على سفن من كلمات"، أو تعرفه على جوانب فكرية لم تنل الاهتمام الكافي وقتها، بسبب تقلبات العصر وغليانه... ". - من تقديم الأستاذ فاضل السلطاني ندى حطيط كاتبة وإعلاميّة وصانعة أفلام وثائقيّة، لبنانيّة/بريطانيّة الجنسيّة، تخرجت في 2017 بدرجة الماجستير مع مرتبة الشرف في صناعة الأفلام الوثائقيّة من جامعة كينغستون - لندن، وحصلت على دبلوم الدراسات العليا في الإخراج المسرحيّ من معهد الفنون الجميلة - بيروت، تكتب مقالات دوريّة في السياسة والظواهر الثقافية والإعلام لصحيفتي "الشرق الأوسط" و"القدس العربي" اللّندنيتين، وهي شاعرة لها ديوان منشور (لا مدينة تلبسني، دار الفارابي 2017 بيروت).