وصف الكتاب:
إنَّ الأدب بكلماته تعبيرٌ عن رؤية الأديب لواقعه، والأديب بعمله الأدبي يُعيد تشكيل الواقع، ويختار منه ما يتلاءم ورغبته في الكشف عن هذهِ الرُّؤيا، ليس هذا حسب، بل إنَّ رؤيا الأديب كُلَّما كانت عميقة وحساسة مبتعدة عن السَّطحية حاملة في طياتها الوعي، كانتْ أقدر على كشف القوى التي تجسد الواقع وتقهر إنسانية الإنسان، والعمل الأدبي إبداع يتشكّل نتيجة رؤيا فنية معينة لواقع الحياة ولكن بزاوية مغايرة؛ حيث يتداخل الواقع المعيش مع عالم الواقع الفني وتخلق مجموعة من العلاقات والقيم الجديدة برؤيا جديدة. لذا، فإنَّ هذهِ الدِّراسة تسعى إلى التّعرف إلى جوانب الرُّؤيا لدى ليلى الأطرش وسعتها وعمقها وامتدادها وطبيعة ذوقها وحسها، والمواقع التي تمثلها، والأفكار التي تنحاز إليها، وعلاقة الرُّؤيا بما تُثيره من قضايا وموضوعات، ودور الرُّؤيا في فرض بنية شكلية معينة أو تشكيل معين، وعلاقة هذهِ الرُّؤيا بالرَّاوي والمكان والزَّمن والشَّخصيات واللُّغة.