وصف الكتاب:
أجلسني في مقام الأنثى، وقال: - اجلس أقصص عليك وقائع ما لم يحدث! كنت قد جئته قبل أربعين عاماً، لمـّا انتحى زاوية من هذا الكهف الجبليّ البعيد. لم يحمل حينها شيئاً غير كيس من الكتب القديمة. وقفت عند عتبته. صمت وصمتّ. صمتنا طويلاً. ولمـّا تحرّكت قدمي تخطو خطوتها الأولى في طريق العودة إلى المدينة، سمعته يقول كالمحدّث نفسه: سأحيا ألف حياة وحياة! ثمّ غطست في المدينة، ولم أره منذ ذلك الزّمن. خوفي من أن يكون الزّمن قد عبث بملامحه النّقيّة، عودتي من المدينة مهزوما مكسور القلب، توجّسي من نظرته العاتبة.. شيء من ذلك - أو كلّه - منعني من النّظر في وجهه مليّا، حتّى وهو يجلسني إذ أقول: - أنا مثقل بالهزائم يا صاحبي، مشبع بالموت حدّ الضّحك. لم يبق من العمر إلاّ ساعة، فاحك لي وقائع ما لم يحدث!
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني