وصف الكتاب:
نبذة الناشر: شقتِ الرواية طريقاً صعبةً منذ بواكير نشأتها عربياً حتَّى يومنا هذا، إذ مرت بمراحل، طعن، وسب، وتحريم بوصفها أدباً يُفسد ذوق الناشئة، فتخفَّى الكُتَّابُ تحت أسماءٍ مستعارة، وأنتجوا الروايةَ بعيداً عن عين الرقيب لكنَّ هذا الوضع سرعان ما تفككَ، وتقوَّضتْ سلطتُهُ؛ إذ أصبحتِ الروايةُ سيدةَ الأجناس الأدبية. وصار العصرُ يُعرف بعصر الرواية، ودخلتِ الأخيرةُ في المنظومة الرأسمالية التسويقية، وغدتْ سلعةُ لها مُنتج (الروائي) ومصنع (دار النشر) يتكفَّل بها، ويعرضُها في الأسواق، ومستهلك (القارئ) يتتبع أخبارَها، وقد تحالفَ مُنتِجُ الرواية، ودارُ نشرها على المستهلكِ؛ بغية جعله زبوناً وفياً لهما. إنَّ هذا الإنخراط في المنظومةِ السلعيَّة هو الذي حفَّزنا لخوض غمار هذه الدراسة، وحتَّم علينا تساؤلات عن العلاقة بين الرواية والإشهار، من قبيل: هل يعتمد الروائي في تشييد روايته على السبل، والآليات التي يستند إليها الإشهاري في الترويج لمنتج ما؛ من أجل جعل الرواية تَصِلُ إلى أكثر عدد من الجمهور أولاً، وجعلها تغير رؤيا العالم بالنسبة لقارئها؛ عَبرْ تعليب المواقف الفكرية، والرؤى والتصورات بجمالية السرد، ومتعته، وتصديرها إليه، ثانياً؟... هل كتابة الرواية تخضع لرغبة الروائي في كتابة ما يجده يستحق الكتابة أو أن للسوق، والموضة أثراً في ذلك؟... هل للمزاج الثقافي ولا سيما النظرية النقدية أثر في التقاط ثيمة الرواية؟... بتعبير آخر هل الروائي تابع للنقد، يتقفَّى ممارساته الشائعة، التي تحظى بهالة كبيرة، ومقبولية واسعة، ويكتب رواية تتناغم معها أم بالعكس؟... هل يحُاكي الروائي نموذجاً روائياً حظي بإحتفاء، وتكريم في لحظة ما، ويكتب رواية تتناغم مع ذلك النموذج من حيث الموضوع، ومكونات البناء؟...