وصف الكتاب:
وقد أرتأى صاحبا هذا الكتاب الولوج بالبحث في أعماق أعظم قصة من قصص القرآن الكريم وأصدقها تجسيدا للظلم والطغيان، قصة فرعون الطاغية الذي أصبحت نظريته الاستبدادية مثلا يضرب في الاستبداد عبر التاريخ البشري، والامتداد اللافت لهذه النظرية عبرالأماكن والأزمان بتجسيد شتى صور الظلم والتضليل والطغيان وإن كانت الوسائل تختلف بإختلاف العصور والبلدان، ومن أكثر من جسدها الإعلام الذي أصبح يمثل صورا من صور الفرعنة ووجها بارزا من أوجه الاستبداد والتضليل والطغيان، لذلك يضع المؤلفان بين يدي القارئ هذا الكتاب لكي يستشف معاني النظرية الفرعونية في الإعلام وكيف أصبح يجسد وسائل للاستبداد والتضليل والطغيان، وليكون إضافة قَيمةً للمكتبة العربية التي تفتقر لمثل هذه الموضوعات المهمة، سائلًيْنِ من المولى عز وجل في ذلك التوفيق والسداد، وقد كنا دائما ماتزاحم رغباتنا وأفكارنا العلمية أفكار تطبيقية، تخضع للتجربة والمران، لنصدقها ولنعمل بها ومن خلالها نشتغل لرصد الرسائل الإعلامية ومتبنيات التناول الإعلامي، من هنا اتفقنا معا بممازحة زملاء العمل وسردنا كل مرة حادثة غريبة عنا أو عن غيرنا، خاصة إذا كانت الحادثة لفعل سيئ مثلما روينا لزملاء وزميلات العمل ذات صباح عن حوادث أغتصاب، وأخرى عن شراء البسة مستعملة تقتنيها أسر محدودة الدخل، أو نسرد صفاتنا لنعلن عن شغفنا وهوسنا في النفاق والحديث عن الأخرين بسوء بغيابهم، وروايات أخرى عن مختلف القضايا، أدمنا لأشهر نتحدث عن كل تلك القضايا وغيرها، ونلصقها بنا، كان كل من نسرد له واحدة من هذه الروايات يصدقها بسرعة، ويمضي يتحدث بها للأخر دون تمحيص أو تفكير، أو البحث عن الحقيقة، ودون التأكد منا بأفقر الحالات، ليس ثقة بكلامنا فحسب بل لأنهم يصدقون السيئ ولا يتداولون الحسن، من خلال ذلك أكتشفنا أن كل ما تقوله وسائل الإعلام يتم التسليم به وكأنه حقيقة، خاصة ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الالكترونية جميعها، ووجدت أن وسائل الإعلام وجدت لخطابها حفريات التواصل مثلما فعل فرعون بإستبداده وطغيانه وجبروته في التأثير بالناس، والمساس بحياتهم وفاعلية طغيانه بمقدراتهم ومصائرهم، والملاحظة العجيبة المطردة في قصص القرآن أنّ الذين كانوا يقودون الكفار في مواجهة الأنبياء هم الملأ المستكبرون، فنوح عليه السلام واجه الملأ الذين كفروا من قومه، وهود عليه السلام واجه الملأ من قومه، وصالح عليه السلام واجه الملأ من قومه، وكلّ نبي واجه الملا من قومه، وحتى الأنظمة المعاصرة تعتمد على "الملأ" في حكمها، وهذه الظاهرة واضحة للعيان، وإن كانت في الأنظمة المعاصرة أكثر أهمية، وأعمق رسوخا وإنتشارا، وأشد تأثيرا وخوفا ورعبا! ومثله تفعل وسائل الإعلام في رسائلها وتناولها لمختلف القضايا.