وصف الكتاب:
جميل أن نحلم؟ جميل أن نتمنى؟ لكن من العيب أن ننتظر حلولاً سحرية لمشاكلنا المادية أو أياً كانت. أغلب الدول العربية والإسلامية تعاني من الفقر والبطالة ولا سبيل أمامنا للخروج من هذه الأزمة إلا إنشاء المشروعات الصغيرة, وإن لم أستطع إنشاء مشروع صغير منفرداً فما علي إلا أن أبحث عن أصدقاء في نفس الظروف ونتحد فنجتمع على شيء مفيد لاستغلال الوقت بدلاً من تضييعه ... إن إنشاء مشروع صغير ليس حلاً للعاطلين فحسب بل هو أيضاً أفضل وسيلة للكسب ودخول عالم النجاح والغنى من أوسع أبوابه، كما قال الرسول الكريم عليه أفضل السلام والصلاة: "تسعة أعشار الرزق في التجارة". أدت الزيادة السكانية العالمية جنباً إلى جنب مع التطورات التكنولوجية إلى ظهور مشكلة البطالة تلك التي ضاعف من حدوثها موجات الركود والكساد العالمي, ومع ضعف القدرات التمويلية والفنية أصبح من الضروري البحث عن أساليب تحقق استيعاب أعداد أكبر من العاملين في مجالات الأنشطة المختلفة والتي تتطلب بالضرورة استثمارات كبيرة. هذا مما جعل أنظار العالم بأسره تلتفت مؤخراً إلى الصناعات الصغيرة باعتبارها دعامة أساسية لأي توجه تنموي ولا يشكل هذا التوجه إبداعاً خارقاً فقد بدأ الوجود بأسره كمشروع صغير ثم نما وتطور كما تنمو الأشياء وتتطور، وبالتالي فإن الاهتمام بالمشروعات الصغيرة هو عادة لأصل الأشياء. وتشكل المشروعات الصغيرة والمتوسطة العصب الرئيس لاقتصاد أية دولة سواء متقدمة أو نامية حيث تتميز بقدرتها العالية على توفير فرص العمل، كما أنها وسيلة لتحفيز التشغيل الذاتي والعمل الخاص فضلاً عن أنها تحتاج إلى تكلفة رأسمالية منخفضة نسبياً لبدء النشاط فيها، كذلك تتميز هذه المشروعات بقدرتها على توظيف العمالة نصف الماهرة وغير الماهرة، كما أنها تعطي فرصة للتدريب أثناء العمل لرفع القدرات والمهارات، كذلك انخفاض نسبة المخاطرة فيه، كذلك تساهم هذه المشروعات في تحسين الإنتاجية وتوليد وزيادة الدخل. ويرى كثير من الاقتصاديين أن تطوير المشاريع الصغيرة وتشجيع إقامتها، وكذلك المشاريع المتوسطة من أهم روافد عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول بشكل عام، والدول النامية بشكل خاص، وذلك باعتبارها منطلقاً أساسياً لزيادة الطاقة الإنتاجية من ناحية، والمساهمة في معالجة مشكلتي الفقر والبطالة من ناحية أخرى. ولذلك أولت دول كثيرة هذه المشاريع اهتماماً متزايداً، وقدمت لها العون والمساعدة بمختلف السبل ووفقاً للإمكانيات المتاحة. ونظراً لأهمية هذه المشروعات أخذت معظم الدول النامية تركز الجهود عليها، حيث أصبحت تشجع إقامة الصناعات الصغيرة والمتوسطة وخاصة بعد أن أثبتت قدرتها وكفاءتها في معالجة المشكلات الرئيسة التي تواجه الاقتصاديات المختلفة، وبدرجة أكبر من الصناعات الكبيرة. ويأتي الاهتمام المتزايد ــ على الصعيدين الرسمي والأهلي ــ بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، لأنها بالإضافة إلى قدرتها الاستيعابية الكبيرة للأيدي العاملة، يقل حجم الاستثمار فيها كثيراً بالمقارنة مع المشروعات الكبيرة، كما أنها تشكل ميداناً لتطوير المهارات الإدارية والفنية والإنتاجية والتسويقية، وتفتح مجالاً واسعاً أمام المبادرات الفردية والتوظيف الذاتي، مما يخفف الضغط على القطاع العام في توفير فرص العمل.