وصف الكتاب:
يأتي كتاب الهاجريون ليغني الخط العام للدار الليبرالية الواضح المعالم باتخاذ العلم والنقد منهجاً ثابتاً غير محدود فنحن نرفض أي قيود على البحث إنمانتبنى فقط الأبحاث المقدمة بحيادية مع توثيقها بالمراجع المعترف بها عالمياً. هناك مدارس كثيرة في النقد الديني لفهم حقيقة كل دين بعيدا عن الإيمان الأعمى وسنقدم في الدار الليبرالية أهم هذه الكتب التي للأسف لم تهتم بها دور النشر العربية ومن المحزن اليوم أن أهم كتب النقد الديني لا بل أهم الكتب ضمن قائمة ١٠٠كتاب في كل مجال هي غير مترجمة للعربية إلا القليل من الأعمال والتي يتم محاربتها من قبل تيار تكفيري طائفي يرفض الآخر ويؤجج الصراع في المنطقة العربية وفي العالم. لذا من الضروري الاطلاع على ما يكتبه هؤلاء الباحثون المهمون جدا ً على مستوى العالم وللأسف أن الغرب هو من يعلمنا ديننا وتاريخنا ويكشف لنا زيف الكثير من موروثنا ، ليس لأنه لايوجد باحث حقيقي في الوطن العربي بفأسماء مثل دكتور نبيل فياض لها بصمتها حتى في المراكز البحثية الغربية لكن للأسف تتم محاربتهم باستمرار بكثير من القيود التي تعيق نشر نتاجهم الفكري والبحثي. نقدم هنا كتاب لمؤلفين ينتميان لمدرسة وانسبرو وسنقدم لاحقاً كتب قيمة تنتمي للمدرسة الأخرى “مدرسة ساربروكن”.. أرجو ألا ينصدم القارىء باستخدام الكاتب لاسماء الأنبياء والأشخاص المقدسيين بالنسبه له بدون تعظيمات اللغة العربية فهذا الباحث حيادي يتعامل مع الحقيقة دون تقديس وماهو مقدس بالنسبة لك قد يكون غير مهم بالنسبةلشخص آخر . ماذا يقدم الهاجريون؟ يقدم الهاجريون دراسة مثيرة للجدل حول أصول الحضارة الإسلامية حيث نُشر لأول مرة عام 1977. يشير المؤلفان إلى الصلة الوثيقة بين الدين اليهودي وأشكال الإسلام الأولى وذلك بدراستهم لأصول الحضارة الإسلامية والبحث في مصادر غير إسلامية مما يؤكد على وجود صلة حميمة بين الدين اليهودي وأشكال الإسلام الأولى. هذا الكتاب مخصص لمعلمي وطلاب الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية كمحاولة علمية جادة لفتح مسار استكشافي جديد للتاريخ الإسلامي ، وقد أثار الكتاب بالفعل الكثير من الجدل ويعتبر أهم كتاب بحثي في تاريخ الاسلام للنصف الثاني من القرن العشرين. كلمة “هاجرية” “Hagarism” تعود إلى القرن 7 وتشير بالأساس إلى القبائل المنتمية لشبه الجزيرة العربية المسماة في مصادر العصور الوسطى بكلمة “الهاجريين” “Hagarene”، أي أحفاد المصرية هاجر، التي حملت بابن إبراهيم إسماعيل والذي اعتبره العرب جدهم الأعلى. وفقا لهذا الكتاب، كانت الفتوحات العربية للعراق والشام ومصر حركة يهودية مسيحانية شكلت فيما بعد ما عرف باسم الخلافة والتي احتلت القبائل العربية المهاجرة من شبه الجزيرة العربية مركز الصدارة فيها، وذلك ضمن محاولة يهودية-عربية لاستعادة الأرض الموعودة من الإمبراطورية البيزنطية. وكذلك فإن القرآن وفق هذا التصور هو كتاب من القرن الثامن الميلادي مستخلص بالأساس من مصادر يهودية-مسيحية وشرق أوسطية. بينما كان النبي محمد بشيراً سابقاً لعمر “المخلص” وفق التصور اليهودي . نترك للقارىء تنوير المناطق المظلمة في عقله بهذا الكتاب القيم رغم صعوبة لغته أحياناً والتي حاول الدكتور نبيل فياض تبسيطها قدر الإمكان في ورشة عمل وترجمة مع المؤلفة باتريشيا كرونه استمرت في مدينة دمشق لشهور مما يجعله مختلفاً عن أي كتاب مترجم لأن الدكتورة كرونه تابعت كل حرف في الترجمة وصولاً إلى الطباعة…